الجزائرالٱن _ وصلت إلى المياه الإقليمية اللبنانية ناقلة كويتية محمّلة بنحو 132 ألف طن متري من الديزل الأحمر، نصفها كهبة مجانية، في خطوة جديدة لدعم بيروت في تجاوز أزمة الكهرباء التي ترافقها منذ سنوات.
وقالت منصة “الطاقة” المتخصصة أنّ الكمية، التي تعادل نحو 475 ألف برميل مقدّمة كمنحة، ستُخصّص مباشرة لتشغيل معامل مؤسسة كهرباء لبنان، فيما يُسدَّد ثمن النصف الآخر عبر مداخيل الجباية، تجنّبًا لزيادة ديون الدولة المثقلة أصلًا بالأعباء المالية.
هذه المبادرة تأتي استجابة لمطالب رسمية لبنانية بضرورة توفير بدائل عاجلة لتفادي الانقطاع التام للتيار، في وقت انعكست فيه الأزمة الاقتصادية على قدرة الحكومة في تمويل شراء الوقود. وقد شدّد وزير الطاقة جو الصدي على أنّ الهدف الأساسي يتمثل في تحسين ساعات التغذية بالكهرباء من دون تحميل المواطنين أي تكاليف إضافية.
الجزائر.. الانطلاقة الأولى
التحرك الكويتي يُنظر إليه بوصفه استمرارًا لمسار بدأته الجزائر العام الماضي، عندما أرسلت أول شحنة عربية من الديزل الأحمر إلى لبنان تنفيذًا لتعليمات الرئيس عبد المجيد تبون. فقد انطلقت الناقلة الجزائرية “عين أكر” من ميناء سكيكدة في أوت 2024 محمّلة بنحو 30 ألف طن من الفيول، لتصل إلى الموانئ اللبنانية بعد خمسة أيام، في وقت أعلنت فيه مؤسسة كهرباء لبنان نفاد مخزونها بالكامل.
ورغم الصعوبات المرتبطة بالظروف الجوية وتأخر عملية التفريغ، شكّل وصول الشحنة الجزائرية نقطة تحول أنقذت القطاع من الانهيار، خصوصًا بعد تعثّر العراق في إرسال شحناته لأسباب إدارية. ومنذ ذلك التاريخ، ترسّخ في الأذهان أنّ الجزائر كانت السباقة في تقديم الدعم الفعلي، وهو ما أرسى سابقة عربية أصبحت مرجعًا لخطوات لاحقة.
دعم عربي متدرّج
اليوم، ومع دخول الكويت على خط الإسناد، يتأكد أنّ المبادرة الجزائرية لم تبقَ ظرفية، بل فتحت الطريق أمام انخراط دول عربية أخرى في توفير وقود يضمن تشغيل معامل الكهرباء ويمنح بيروت متنفسًا في مواجهة الانقطاع الشامل.
ويرى مراقبون أنّ هذا النوع من الدعم، حتى وإن لم يغطِّ كامل احتياجات لبنان الطاقوية، يظلّ عاملًا أساسيًا في استقرار نسبي لشبكة الكهرباء، ويعكس إمكانية بناء تعاون عربي أوسع على المدى المتوسط.
بهذا الشكل، يبقى الدور الجزائري حاضرًا في خلفية المشهد كمرجع أول للتضامن العملي، فيما تأتي المبادرات اللاحقة، مثل المبادرة الكويتية، لتؤكد أنّ التجربة الجزائرية تحوّلت إلى نموذج اقتداء في التعاطي مع أزمات عربية حساسة.