آخر الأخبار

كاتب قطري: "الجزائر تعيد رسم علاقتها مع باريس"

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ في مقالة نشرها الكاتب القطري حمد التميمي على موقع رأي اليوم ، سلّط الضوء على أزمة الحقائب الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا، معتبرًا أنها ليست مجرد تفصيل إداري، بل مرآة لعلاقات متوترة تعود جذورها إلى الماضي الاستعماري، وتعيد طرح سؤال جوهري: هل يمكن لفرنسا أن تتعامل مع الجزائر كدولة مستقلة فعلًا، لا كامتداد لسلطتها القديمة؟

رسالة سياسية لا إدارية

التميمي يوضح أن الجزائر، التي دفعت ثمنًا باهظًا لاسترجاع استقلالها، لم تعد تقبل أن تُعامل كملحق إداري لباريس. رفضها استقبال الحقائب الدبلوماسية الفرنسية لم يكن اعتراضًا على محتوى أو إجراء فحسب، بل كان رسالة رمزية تؤكد رغبتها في إعادة صياغة العلاقة على أساس الندية والاحترام المتبادل. أما باريس، التي ما زالت تَحمل في خطابها ملامح النظرة الاستعمارية، فقد رأت في الموقف الجزائري تصعيدًا غير مبرر، وربما تهديدًا لصورتها كقوة ناعمة في شمال إفريقيا.

إعادة التموضع الإقليمي

ويصف التميمي الموقف الجزائري بأنه يعكس نضجًا سياسيًا وخطوة محسوبة، لا رد فعل انفعالي. فالجزائر، التي كانت تُتهم سابقًا بالانغلاق، أصبحت اليوم حاضرة في ملفات القارة الإفريقية وحوض المتوسط، وعقدت شراكات متنامية مع قوى دولية كبرى مثل الصين وروسيا. هذه المكانة الجديدة لا يمكن أن تكتمل دون إعادة ضبط العلاقة مع فرنسا، التي لطالما كانت شريكًا ثقيل الظل في المنطقة.

تحول استراتيجي مرتقب

ويرى الكاتب أن استمرار الجزائر في هذا النهج قد يؤدي إلى إعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة. ففرنسا، التي تواجه تحديات داخلية وخارجية، قد تجد نفسها مضطرة لتغيير أسلوب تعاملها مع الجزائر، ليس فقط لتفادي الأزمات، بل للحفاظ على ما تبقى من نفوذها في منطقة تشهد تغيرات متسارعة. أما الجزائر، فهي تقترب من لحظة مفصلية لتثبيت موقعها كدولة ذات سيادة حقيقية، لا تُدار من الخارج ولا تُساوم على كرامتها الوطنية.

السيادة في التفاصيل

يختتم التميمي مقاله بالتأكيد على أن القضية ليست في الحقائب بحد ذاتها، بل في الرموز التي تحملها. فالجزائر، من خلال هذه الخطوة، ترفض أن تُختزل في دور ثانوي على مسرح السياسة الدولية، وتبعث برسالة مباشرة إلى العالم، وخاصة إلى الجار الأوروبي: “نحن هنا، نعرف من نحن، ونعرف كيف نعيد ترتيب علاقتنا بكم”. وهي رسالة تحمل بين سطورها معنى أعمق: أن السيادة ليست شعارًا يرفع، بل ممارسة يومية تبدأ من التفاصيل الصغيرة وتنتهي برسم ملامح المستقبل.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا