الجزائرالٱن _ ارتفعت من الجزائر نبرة احتجاج جديدة ضد آلة القتل التي تطحن الشعب الفلسطيني بلا هوادة منذ عقود. هذه المرة، جاءت الصرخة من قلب النشاطات الصيفية لحركة البناء الوطني ، حيث لم تكن الأجواء تقليدية ولا الكلمات عابرة.
عبد القادر بن قرينة، رئيس الحركة، لم يكتفِ بإدانة الانتهاكات المتواصلة، بل وجّه نداءً مباشرا إلى العالم، داعيًا إلى اتخاذ “موقف حازم” أمام ما وصفه بـ”الإبادة الممنهجة” التي ينفذها الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية .
كلماته لم تكن مجرد خطاب سياسي، بل أشبه بتشريح لجراح متقيّحة: شعب محاصر، مشرد، جائع، تلاحقه الغارات والصمت الدولي على حد سواء. بن قرينة اعتبر أن ما يحدث لم يعد مجرد احتلال، بل عملية طمس متعمدة لهوية شعب بأكمله، تُستخدم فيها كل وسائل البطش والتجويع والاقتلاع.
وفي نفس الفعالية، جاء صوت آخر ليؤكد الصورة. عز الدين الرنتيسي، عن مكتب تمثيل حركة حماس في الجزائر، رسم ملامح “خطة صهيونية شاملة” لا تقتصر على القصف والقتل، بل تمتد إلى “تدمير البنية التحتية، واغتيال الصحفيين، وفرض واقع إعلامي ملوّن بالكذب”.
من جهته، قال مسؤول الإعلام في مكتب تمثيل حركة “حماس” في الجزائر، عز الدين الرنتيسي لم يخفِ القلق من ما سماه “إعادة احتلال غزة”، محذرًا من محاولات إنهاء الوجود الفلسطيني كليًا، عبر تهجير قسري وتجفيف مقومات البقاء.
كلا الخطابين، وإن اختلفت نبرتهما، يجتمعان عند نقطة واحدة: الحاجة إلى ردّ دولي فوري وفعّال، لا بيانات تنديد تذروها الرياح.
في الجزائر، لم تكن هذه الفعالية الصيفية مجرّد تقليد سنوي، بل ساحة تفاعل سياسي، وحالة تعبير عن غضب متزايد إزاء صمت العالم. وبين كلمات القيادات، وخلف العبارات، ظلّت فلسطين الحاضرة الأكبر، وجراحها مفتوحة على كل من يمتلك قلبًا وضميرًا.
هذا وفي اليوم الثاني من فعاليات الجامعة الصيفية 2025 – دفعة معارف بيت المقدس والقضية الفلسطينية
وانعقدت ندوة فكرية بعنوان: إسهامات حركة البناء الوطني وأدوارها في التوعية بقيم التلاحم والتعبئة الوطنية، أطرها الأستاذ عقبة حسن، وسط حضور متميز من المشاركين، من النخب الأكاديمية والمهتمين بالشأن الوطني.
توزعت أشغال الندوة على مداخلتين رئيسيتين:
1. ملامح التجديد في الخطاب السياسي لحركة البناء الوطني – الدكتور سعيد النفيسي.
2. المساهمات التربوية والسياسية لحركة البناء الوطني لحماية النسيج المجتمعي – الأستاذ يوسف صوكو.
كما شهدت الجلسة مداخلات من المشاركين ركّزت على أهمية تعزيز قيم الوحدة والتماسك، وتفعيل آليات التعبئة الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة، مع التأكيد على دور الوعي التربوي والسياسي في حماية النسيج المجتمعي.