أوابك تؤكد أهمية زيادة الاستثمار بمنشآت التخزين الجوفي

أبرزت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك”، في تقرير لها صدر الإثنين، أهمية زيادة الاستثمارات في منشآت التخزين الجوفي للغاز الطبيعي باعتباره خيارا استراتيجيا من الناحيتين الاقتصادية والبيئية.

وأوضحت المنظمة في تقريرها المعنون “التخزين الجوفي للغاز ودوره في تحقيق أمن الطاقة”، أن التخزين الجوفي برز كخيار استراتيجي لأسباب عدة، على رأسها جدواه الاقتصادية وفوائده البيئية ومعالجته موسمية الطلب بمرونة عالية.

ومن خلال عملية التخزين يمكن حقن الغاز في تكوينات جيولوجية تقع تحت سطح الأرض تتسم بقدرتها على احتواء الغاز ومنع تسربه، مثل حقول الغاز المستنفدة أو كهوف الملح أو طبقات المياه الجوفية العميقة، وذلك خلال الفترات التي تشهد تراجعا في الطلب، ثم سحبه مجددا في فترات لاحقة وقت الحاجة أو عند تنامي الطلب.

وأكدت “أوابك” على أن دور التخزين الجوفي للغاز لم يعد مقتصرا على تلبية الطلب الموسمي فحسب، بل أصبح عنصرا مساندا للانتقال الطاقوي وداعما لتكامل مصادر الطاقة المتجددة ومساهما في تحقيق استدامة منظومة الطاقة.

وأشار التقرير إلى أن “التزايد المستمر في الطلب العالمي على الغاز الطبيعي باعتباره مكونا رئيسيا في مزيج الطاقة العالمي أدى إلى تنامي الاهتمام بالاستثمار في منشآت التخزين الجوفي للغاز لدورها المحوري في تلبية الطلب الموسمي المتغير وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، لا سيما في الدول المستوردة”.

وانعكس ذلك -يضيف المصدر ذاته- على نمو سعات التخزين العاملة ضمن هذه المنشآت الجوفية لتبلغ 44ر15 تريليون قدم مكعب نهاية عام 2023 مقارنة ب 1ر11 تريليون قدم مكعب عام 2000 أي بنسبة نمو إجمالية بلغت 38 بالمائة.

واعتبرت أوابك أن الاستثمار في منشآت التخزين الجوفي للغاز في الدول العربية بات “ذو ضرورة استراتيجية” لعدة أسباب من بينها ضمان أمن الإمدادات وتجنب حدوث فترات انقطاع لها ودعم التوسع في استخدام الغاز في مزيج الطاقة، علاوة على أهمية تكوين احتياطي استراتيجي من الغاز للتعامل مع الأزمات الخارجية فضلا عن دعم توجهات التحول الطاقوي والتكامل مع الهيدروجين.

وذكرت بأن الدول العربية تمتلك مقومات تضم مزيجا من المقومات الجيولوجية والاقتصادية والاستراتيجية، فوجود حقول غاز ونفط مستنفدة ووفرة في الموارد الغازية وتوافر بنى تحتية قريبة من مناطق الطلب إلى جانب الموقع الجغرافي المحوري يشكل أساسا صلبا لبناء منظومة تخزين استراتيجية ستحتاجها الدول العربية المصدرة والمستوردة للغاز على حد سواء، حسب التقرير.

كما أوصت المنظمة بعدة خطوات لضمان نجاح مشاريع تطوير التخزين الجوفي بالدول العربية، وهي دراسة وتطوير البنية التحتية الجيولوجية والتقنية وتطوير الإطار التشريعي والتنظيمي وتحفيز الاستثمارات وتخفيف مخاطر التمويل وإبرام شراكات مع الشركات العالمية التي تمتلك خبرات متقدمة إضافة إلى مشاركة المعرفة بين الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال التخزين الجوفي.