الجزائرالٱن _ في ظل تصاعد موجات الهجرة غير النظامية باتجاه مدينة سبتة، حذرت صحيفة La Gaceta الإسبانية من احتمالية عودة المغرب لاستغلال هذا الملف كوسيلة ابتزاز سياسي ضد إسبانيا والاتحاد الأوروبي، خاصة بعد التوترات الدبلوماسية السابقة التي شهدت استخدام ملف المهاجرين كورقة ضغط فعالة.
موجات هجرة غير مسبوقة في سبتة تستدعي القلق
تشير الصحيفة إلى وصول أعداد متزايدة من المهاجرين إلى سواحل سبتة، منهم مغاربة وأفارقة جنوب الصحراء، إضافة إلى دفعات فلسطينية حديثة عبرت السباحة من المغرب إلى السواحل الإسبانية طلباً للجوء، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني والإنساني على الحدود.
ورغم أن عدد الفلسطينيين ما زال محدوداً (ثلاثة فقط تم تسجيلهم رسمياً)، إلا أن وجودهم يثير تساؤلات حول مسارات الهجرة الجديدة، وسط خشية من تحول الملف إلى أداة ضغط سياسي أوسع.
تكرار سيناريوهات 2021 و2024… هل يعيد المغرب الكرّة؟
تعود الذاكرة إلى ماي 2021 وأوت 2024، حين سمح المغرب بمرور آلاف المهاجرين غير النظاميين إلى سبتة في ذروة أزمات دبلوماسية مع مدريد. اعتبر التقرير أن هذا التصرف شكل سابقة مقلقة، حيث استُغلت الهجرة كورقة سياسية لإجبار إسبانيا على تقديم تنازلات.
ومع تسارع وصول المهاجرين مؤخراً، خصوصاً مع الحملات التشجيعية عبر منصات مثل تيك توك وإنستغرام، تلوح في الأفق احتمالات تكرار تلك السياسات في ظل ضعف قدرات المراقبة وتأثرها بالظروف الجوية كالضباب والرياح.
أزمة مراكز الاحتجاز والتوتر الاجتماعي
تستضيف مراكز الاحتجاز في سبتة أعداداً تفوق بكثير طاقتها الاستيعابية، حيث يعيش أكثر من 800 مهاجر في ظروف صعبة، إضافة إلى اكتظاظ مراكز الأحداث بأربعة أضعاف طاقتها، ما يزيد من توتر الوضع الأمني والاجتماعي في المنطقة.
تتشارك في هذه الأوضاع مجموعات متنوعة من المهاجرين المغاربة، الأفارقة، الباكستانيين، الأفغان، والكولومبيين، إلى جانب الفلسطينيين الجدد، مما يشكل تحدياً كبيراً أمام السلطات الإسبانية.
ضعف الدعم الأمني وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي
يؤكد التقرير أن ضعف الموارد والإمكانات التي يوفرها وزير الداخلية الإسباني لمواجهة موجات الهجرة يترك سبتة في وضع هش، يسمح بزيادة تدفقات المهاجرين.
كما تلعب منصات التواصل الاجتماعي دوراً بارزاً في تشجيع الهجرة غير النظامية، حيث ينشر الشباب الذين نجحوا في العبور فيديوهات ونصائح تحفز آخرين على المجازفة بالمخاطر.
تحذير من إعادة المغرب استخدام ملف الهجرة كورقة سياسية
يحذر الخبراء الذين نقل عنهم التقرير من أن الرباط قد تعيد استخدام ملف الهجرة كوسيلة ضغط على مدريد وبروكسل، خصوصاً في ظل الأوضاع السياسية المعقدة والتوترات المتجددة بين الطرفين.
ويشير التقرير إلى أن استمرار الحرب في غزة وزيادة أعداد الفلسطينيين بين المهاجرين قد يزيد من تعقيد الأزمة ويضع ضغطاً إضافياً على الحدود الإسبانية.
وتطرح صحيفة La Gaceta الإسبانية تساؤلات جدية حول احتمال أن يكون ملف الهجرة غير النظامية أداة دائمة للمناورة السياسية بين المغرب وإسبانيا، وسط تحذيرات من أن تكرار سيناريوهات الماضي قد يضاعف الأعباء على سبتة ويهدد الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة.