الجزائرالٱن _ سجّلت الجزائر تقدمًا لافتًا في سوق استيراد الألواح الشمسية الصينية خلال النصف الأول من العام الجاري، لتحتل المرتبة الرابعة عربيًا بواردات بلغت 0.85 غيغاواط، مقابل 0.01 غيغاواط فقط في الفترة نفسها من 2024، والتي اقتصرت على شهر واحد.

هذا الارتفاع الحاد يعكس انطلاقة مشاريع طاقة شمسية جديدة في مختلف الولايات، ضمن استراتيجية وطنية لتسريع التحول الطاقوي.

خلفيات النمو السريع

تأتي هذه القفزة في ظل سعي الجزائر إلى تنويع مزيج الكهرباء وتقليص الاعتماد على الغاز الطبيعي في إنتاج الطاقة، مع الاستفادة من معدلات الإشعاع الشمسي العالية التي تضعها بين أفضل المواقع عالميًا لمشروعات الطاقة المتجددة.

كما يُتوقع أن تعزز هذه الخطوة مكانة الجزائر كمحور إقليمي للطاقة النظيفة، خاصة مع مشاريع الربط الكهربائي المبرمجة نحو دول الجوار وحتى أوروبا.

المشهد العربي وموقع الجزائر

ورغم تصدّر السعودية القائمة بـ4.49 غيغاواط، تليها الإمارات بـ3.18 غيغاواط، فإن صعود الجزائر إلى المرتبة الرابعة، متقدمة على دول راسخة في مجال الطاقة الشمسية مثلمصر (0.55 غيغاواط)، يُعد تحولًا نوعيًا في خريطة الاستثمار الطاقوي العربي.

كما انضمت الجزائر لأول مرة إلى قائمة أكبر 10 مستوردين، إلى جانب العراق والسودان، في حين خرجت دول أخرى مثل سلطنة عمان.

خطوة لترسيخ التحول الطاقوي وتعزيز النفوذ الإقليمي

يدل هذا الارتفاع الحاد في واردات الجزائر من الألواح الشمسية على وجود توجه سياسي واقتصادي واضح نحو تسريع التحول الطاقوي، مدعوم باستثمارات ضخمة وشراكات مع الشركات الصينية.

استراتيجيًا، يمكن قراءة هذه الطفرة في سياق:

ـ تأمين الاستقلال الطاقوي طويل الأمد وتقليل الضغط على احتياطي الغاز الموجه للتصدير.

ـ تعزيز النفوذ الإقليمي عبر التحول إلى مصدر محتمل للكهرباء الخضراء نحو دول الساحل وأوروبا.

ـ خلق فرص اقتصادية جديدة من خلال التصنيع المحلي لبعض مكونات منظومات الطاقة الشمسية وتوظيف اليد العاملة في مشاريع التركيب والصيانة.

وتشير المؤشرات الحالية إلى أن استمرار هذا الزخم قد يجعل الجزائر ضمن الثلاثة الأوائل عربيًا في استيراد الألواح الشمسية وربما في إنتاج الكهرباء الشمسية بحلول 2026، إذا تم الحفاظ على وتيرة المشاريع المعلنة.