آخر الأخبار

الصورة الخالدة "غذاء على ناطحة سحاب" بتوقيع ديمبيلي وبالمر

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ قبل ساعات من نهائي كأس العالم للأندية، اختار كول بالمر وعثمان ديمبيلي أن يلتقطا صورة ليست ككل الصور؛ جلسا على عارضة فولاذية شاهقة، يحيط بهما ضجيج الأبراج الصامتة، ووسطهما كأس البطولة يلمع كشمس صغيرة تتحدى العلوّ.

لم تكن لقطة عابرة. لقد أعادا تجسيد واحدة من أشهر الصور في التاريخ: «غداء على ناطحة سحاب»، التي التُقطت عام 1932 أثناء بناء مبنى 30 روكفلر بلازا في نيويورك. هناك، على ارتفاع 260 مترًا فوق الأرض، جلس أحد عشر عاملاً بملابس العمل الخشنة، يتناولون الغداء بلا خوذات أو أحزمة أمان، أرجلهم معلّقة في الفراغ، وظهورهم مسنودة فقط إلى إرادتهم في النجاة.

كانت تلك الصورة رمزًا لعصرٍ قاسٍ، حين حاصر الكساد الكبير الأمريكيين في زاوية الجوع، فلم يجدوا إلا الحديد المرتفع سبيلًا لكسب الخبز. فوق الصلب البارد، كانوا يعلقون أحلامهم وحياتهم معًا. لا ضمانات ولا استقرار سوى قبضاتهم الملطخة بالعرق.

واليوم، يعيد لاعبان حديثا العهد بالألقاب كتابة المشهد نفسه، لكن في عالم آخر: بدل الخوذات قبعات الأندية، وبدل صناديق الغداء كأس ذهبي لامع، وبدل الخوف من السقوط، كاميرات توثق اللحظة وتحوّلها إلى إعلان عن الشغف والمتعة واللعب في قلب السماء.

بين عاملي الأمس ولاعبي اليوم مسافة زمنية من الجرأة والعزم، وكأن الصورة القديمة أرادت أن تقول: كان العمّال يبنون المدينة حجرًا على حجر، واليوم يبني اللاعبون أمجادهم مباراةً بعد مباراة.

هكذا تحوّلت لقطة واحدة إلى جسر بين زمنين: زمن الكفاح من أجل لقمة العيش، وزمن الكفاح من أجل كأسٍ يروي مجد نادي ويُفرح جماهيرًا على الأرض، فيما يظل المشترك الأبدي هو السماء المفتوحة التي تسع كل حلم شجاع.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا