الجزائرالٱن _ في تصعيد جديد ضمن عملية “الوعد الصادق 3″، أعلن حرس الثورة الإسلامي الإيراني أنه استهدف ما وصفه بـ”مركز الاستخبارات العسكرية” التابع لجيش الاحتلال الصهيوني والمعروف باسم “أمان”، إلى جانب مركز تخطيط عمليات الاغتيال والتجسس التابع لجهاز “الموساد” وسط تل أبيب، وذلك باستخدام صواريخ دقيقة وعالية الدقة من الجيل الجديد.
استهداف تحت غطاء الدفاعات الجوية المتطورة
وأكد البيان الثامن الصادر عن حرس الثورة، أن وحدات من القوة الجوفضائية التابعة له نفذت هذه الضربة في ظروف تقنية بالغة التعقيد، وسط بيئة دفاعية متطورة للغاية، وهو ما يُعد ـ بحسب المراقبين ـ رسالة واضحة بأن قدرة إيران على اختراق منظومات الدفاع الجوي الصهيونية باتت أمرًا واقعًا، خصوصًا في ظل اعتماد الكيان الصهيوني على شبكة دفاعات كثيفة تشمل نظام “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”.
رسائل عسكرية وسياسية مزدوجة
من جانبه، صرح العميد أحمد وحيدي، مستشار قائد حرس الثورة، أن الصواريخ التي استُخدمت حتى الآن ليست إلا جزءًا بسيطًا من ترسانة إيران الحديثة، قائلاً: “خفض مخزون الصواريخ؟ أمر مضحك. لم نستخدم قدراتنا الاستراتيجية بعد، ولدينا من المعدات ما سيدخل الميدان حين نرى أن الوقت قد حان”.
وأشار وحيدي إلى أن الرد الإيراني لم يصل بعد إلى ذروته، مما يوحي بأن القادم قد يكون أكثر عنفًا واتساعًا على مستوى الجبهة.
موجات جديدة من الطائرات المسيّرة في الطريق
وفي تطور ميداني آخر، أعلن العميد كيومرث حيدري، قائد القوة البرية للجيش الإيراني، أن سلاح الجو الإيراني بصدد إطلاق مئات الطائرات المسيّرة التي ستستهدف ما وصفها بـ”المواقع الاستراتيجية للكيان الصهيوني”، محذرًا من أن وتيرة الهجمات ستتسارع خلال الساعات المقبلة.
وبحسب المراقبين، فإن الطائرات بدون طيار التي تعتزم إيران إطلاقها تدخل ضمن الجيل الجديد الذي راكمته طهران في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، وهو ما ظهر بوضوح في تجارب سابقة استهدفت قواعد أمريكية في العراق أو مواقع داخل سوريا.
الردع بالمباشر: المعركة دخلت طورًا جديدًا
هذا التصعيد الإيراني يأتي في وقت حساس تشهده المنطقة، وسط تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب على خلفية الحرب في غزة، واستهداف العلماء والقادة الإيرانيين خلال السنوات الماضية.
ويرى محللون أن استهداف مواقع سيادية وحساسة مثل مقر “أمان” و”الموساد” داخل العاصمة الاقتصادية والأمنية للكيان الصهيوني، يرمز إلى نقلة نوعية في العقيدة العسكرية الإيرانية، التي انتقلت من “الردع بالوكالة” إلى الردع بالمباشر.
ويُنتظر أن تثير هذه العمليات الإيرانية، وخاصة إذا ما تواصلت خلال الساعات القادمة، ردود فعل دولية متباينة، بين من يندد ويصطف مع الكيان، ومن يرى في ذلك تصحيحًا لمعادلات الغطرسة العسكرية الصهيونية، خاصة في ظل الجرائم المستمرة في غزة.
وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التوازنات، عنوانها: لا تفوق صهيوني بلا كلفة.