آخر الأخبار

مادلين في قبضة الحصار: حين يتحول البحر إلى مرآة لصمت العالم على جرائم الاحتلال

شارك
بواسطة محمد قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد قادري

ـ هويدا عراف ، منسقة أسطول الحرية : “لسنا مهربين ولا مجرمين… نحن فقط نحمل حليب أطفال وأملًا”

الجزائر الآن _ حين أبحرت السفينة “ مادلين ” نحو قطاع غزة، لم تكن تحمل سوى القليل من المساعدات، لكنها حملت كثيرا من الرمزية، وكثيرا من التحدي. فاعتراضها وقرصنتها في عرض البحر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يكن استهدافا لسفينة، بل استهدافا لفكرة : أن هناك من لا يزال يؤمن بأن غزة تستحق الحياة والعيش .

و إعترضت قوة من البحرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة “مادلين”، و صعدت على متنها

واقتادتها إلى ميناء أشدود

و كان على متنها 12 ناشطا جميعم من دول أوروبية، أبرزهم الناشطة البيئية السويدية” غريتا تونبرغ”، إلى جانب برلمانيين ونشطاء حقوقيين

هذا وقد زعمت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أن “السفينة اخترقت الحصار البحري المفروض على غزة منذ 2007، و راحت تروج كذبا بأن دوافعها ليست إنسانية بل سياسية” لذلك قامت باعتراضها وقرصنتها .

فيما تحالف أسطول الحرية ـ الذي دخل أعضائه التاريخ من الباب الواسع ـ أكد أنه تم مهاجمة السفينة في المياه الدولية، وصودرت المساعدات التي تم جلبها لأطفال غزة ، و تم إحتجاز أعضائها بطريقة غير قانونية” بل إعتبرها جريمة حرب لأن القرصنة تمت في المياه الدولية .

أما بخصوص ردود الفعل الفلسطينية فقد عبرت وزارة الخارجية الفلسطينية عن أدانتها ما وصفته بـ”الاعتداء البحري”، مطالبة بتدخل عاجل من الأمم المتحدة.

فيما اعتبرت اللجنة الشعبية لرفع الحصار أن ما حصل “جريمة حرب متكررة تثبت أن إسرائيل المحتلة تتصرف كدولة فوق القانون”.

بدورها الهيئة العامة للشؤون المدنية قالت إن الحصار البحري فقد مشروعيته بعد قرار محكمة العدل الدولية الأخير الذي يدعو لمرور آمن للمساعدات باتجاه غزة .

أما فيما يخص ردود الفعل الشعبية فقد خرجت في غزة وقفات تضامنية تحديدا على شاطئ المدينة، رفع فيها الأطفال والنساء لافتات: “أنقذوا غزة”، “شكرا مادلين”.

أما في الضفة الغربية فخرج الشباب الفلسطيني قي تظاهرات رمزية أمام مكاتب الأمم المتحدة في رام الله، ودعوات شعبية لتكرار مثل هذه الرحلات المساندة لغزة و الشعب الفلسطيني .

ـ ماذا تكشف هذه المواجهة أو بالأحرى الجريمة ؟

قانونيا : اعتبر عدد من المختصين بأن اعتراض السفن في المياه الدولية يمثل خرقا واضحا لقانون البحار واتفاقيات حقوق الإنسان.

اعلاميا : ، السفينة رغم صغرها، إلا أنها نجحت في تحريك الرأي العام العالمي عبر شخصيات معروفة مثل “غريتا تونبرغ”.

دبلوماسيا : نجحت سفينة مادلين في زيادة العزلة التي يعاني منها الكيان مؤخرا دوليا وخاصة مع الدول الأوروبية
أما على المستوى الفلسطيني فان ” مادلين ” أعادت للشارع الفلسطيني عموما و الغزاوي خصوصا الأمل بأن العالم لم ينساهم تماما، وأن البحر لا يزال ممكنا أن يكون شريان حياة، لا مقبرة صامتة كما يخططها له الكيان المحتل .

حادثة “مادلين” لم تكن مجرد جريمة بحرية بل كانت بحسب المراقبين مواجهة بين لغة القوة و الاجرام وصوت الأخلاق والسلام
وفي غزة، كانت الرسالة واضحة: لا نطلب الكثير، فقط أن تمر سفينة، بلا حرس، بلا رصاص، فقط بحليبٍ للأطفال.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا