الجزائرالٱن _ سجّل جواز السفر الجزائري تحسنًا لافتًا في التصنيف العالمي الصادر عن مؤشر “هينلي” لقوة جوازات السفر لعام 2025، حيث انتقل من المرتبة 86 عالميًا السنة الماضية إلى المرتبة 81 هذا العام. ويعكس هذا التقدم ثمرة جهود دبلوماسية وسياسية متواصلة تهدف إلى تحسين صورة الجزائر دوليًا وتوسيع خيارات التنقل المتاحة لمواطنيها.
ويستند مؤشر “هينلي” إلى عدد الوجهات التي يمكن لحاملي كل جواز سفر دخولها بدون تأشيرة مسبقة أو عبر تأشيرة عند الوصول أو تصريح سفر إلكتروني. وقد احتفظ الجواز الجزائري بعدد الوجهات نفسه مقارنة بالعام الماضي، وهو 56 دولة، غير أن التغيرات في أداء باقي الدول ضمن التصنيف ساهمت في رفع الترتيب الجزائري.
ويمثل هذا التقدّم امتدادًا لمسار تصاعدي بدأ منذ عام 2021، حين كان الجواز الجزائري في المرتبة 96، قبل أن يتحسن تدريجيًا إلى المرتبة 91 سنة 2022، ثم 90 في عام 2023، و86 في عام 2024، ليصل إلى 81 في عام 2025، وفقًا لبيانات مؤشر “هينلي” الذي يعتمد في تصنيفه على بيانات موثوقة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA).
ويتيح الجواز الجزائري لحامله دخول 56 دولة بدون تأشيرة أو عبر الحصول على تأشيرة لدى الوصول، وتتركز أغلب هذه الدول في القارة الأفريقية، مثل تونس، المغرب، مالي، النيجر، إثيوبيا، رواندا، السنغال، غينيا، كينيا، مدغشقر، موزمبيق، تنزانيا، توغو وزيمبابوي، إلى جانب دول أفريقية أخرى تسمح بدخول الجزائريين بتسهيلات متفاوتة.
وفي آسيا، تشمل الدول المتاحة لحاملي الجواز الجزائري كلًا من إندونيسيا، ماليزيا، هونغ كونغ، ماكاو، إيران، الأردن، لبنان، جزر المالديف، نيبال، سريلانكا، تيمور الشرقية، طاجيكستان واليمن، حيث يمكن للمواطنين الجزائريين دخول هذه الدول دون تأشيرة أو عبر تأشيرة عند الوصول أو بنظام تصريح إلكتروني مسبق.
أما في أمريكا اللاتينية، فتشمل القائمة بوليفيا، الإكوادور، نيكاراغوا وسورينام، بينما تُضاف إلى ذلك بعض دول الكاريبي وأوقيانوسيا مثل دومينيكا، سانت فنسنت وجزر غرينادين، ميكرونيزيا، ساموا، توفالو، نيوي وبالاو، التي تتيح هي الأخرى دخول الجزائريين وفق شروط ميسّرة.
ويشير هذا التحسّن في تصنيف الجزائر إلى تقدم نسبي على الصعيد الدبلوماسي، لكن ما زال الطريق طويلًا نحو تحسين ترتيب الجواز الجزائري ليقترب من المعدلات الإقليمية والدولية. ويتطلب ذلك تكثيف الجهود لعقد اتفاقيات ثنائية جديدة في مجال الإعفاء من التأشيرات، خاصة مع دول أوروبا وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى الاستثمار في تعزيز الثقة الأمنية والتقنية بالجواز الجزائري، لا سيما في نسخته البيومترية.
في المحصلة، فإن ارتقاء الجواز الجزائري إلى المرتبة 81 عالميًا يمثل إشارة إيجابية على تطور ملحوظ في حرية تنقل المواطن الجزائري، لكنه يبقى خطوة ضمن مسار أطول، يحتاج إلى مواصلة الإصلاحات والانفتاح الدولي لتحقيق مزيد من التقدم في هذا المؤشر الحيوي.