الجزائرالٱن _ في تطور قضائي مثير للجدل، صدر حكم ابتدائي بسجن الممثل التركي خالد أرغنتش، المعروف عربياً بدور “السلطان سليمان” في المسلسل الشهير “حريم السلطان”، لمدة عام وعشرة أشهر، بعد اتهامه بالإدلاء بشهادة زور، في قضية متصلة باحتجاجات “منتزه غيزي” التي اندلعت في إسطنبول عام 2013. ورغم صدور الحكم، قررت المحكمة تأجيل تنفيذه في الوقت الحالي.
وتعود تفاصيل القضية إلى شهادة قدمها أرغنتش، إلى جانب الممثل رضا كوجا أوغلو، لصالح مديرة أعمالهما السابقة عائشة باريم، المتهمة بالمساعدة في محاولة للإطاحة بالحكومة خلال تلك الاحتجاجات. النيابة العامة التركية اعتبرت أن إفادتهما تضمّنت مغالطات من شأنها التأثير على مسار العدالة، ورفعت مذكرة اتهام طالبت فيها بسجنهما لمدة تتراوح بين أربعة أشهر وعام، بتهمة شهادة الزور.
وقد أُحيلت المذكرة إلى الدائرة الـ24 بمحكمة الأمن العام، في إطار تطورات جديدة طرأت على الملف بداية هذا العام، حين تم توقيف باريم وملاحقة عدد من المتعاونين معها في أعمال فنية، اعتبرتها السلطات ذات بعد تحريضي سياسي.
وتنص القوانين التركية على أن الإدلاء بشهادة زور في القضايا الجنائية يُعد جريمة يُعاقب عليها بالسجن، خاصة عندما يكون لها تأثير مباشر على محاكمة تتعلق بأمن الدولة أو الشأن العام.
خالد أرغنتش، الذي حظي بشعبية واسعة بعد أدائه دور السلطان سليمان القانوني، لطالما نُظر إليه كنجم بعيد عن الاصطفاف السياسي، إلا أن هذا التطور الأخير يعيد اسمه إلى الواجهة ضمن ملف شائك يتداخل فيه الفن بالقضاء والسياسة، ويعكس مناخًا بات فيه التعبير العفوي أو الدعم الرمزي سببًا كافيًا للمساءلة.
ورغم أن الحكم لا يزال خاضعًا للطعن، إلا أن القضية تثير مجددًا تساؤلات حول حدود حرية الفنان، ودور العدالة في محاسبة المشاهير عندما يتقاطع ظهورهم العلني مع قضايا حساسة في الذاكرة الجماعية للشارع التركي.