لطالما تم حصر مرض السكري في نوعين أساسيين، النوع الأول والنوع الثاني. لكن الفهم العلمي للسكري يتوسع، وقد تم مؤخرًا الاعتراف بنوع جديد تمامًا من قبل الاتحاد الدولي للسكري، وهو السكري من النوع الخامس (النوع 5)، وهو نوع نادر لكنه قد يؤثر على أكثر من 20 مليون شخص حول العالم.
النوع الخامس.. مرتبط بسوء التغذية في مرحلة الطفولة!
يعرف السكري من النوع الخامس، والذي يسمى أيضا حسب futura science “السكري المرتبط بسوء التغذية”، بأنه يصيب في الغالب الأشخاص الذين عانوا من نقص غذائي حاد خلال مرحلة الطفولة، وخاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض. ويتميز هذا النوع بإنتاج غير كاف للأنسولين، لكن دون أن يكون السبب هو هجوم مناعي ذاتي كما هو الحال في السكري من النوع الأول.
وغالبًا ما يكون وزن الأشخاص المصابين منخفضًا، ويكون البنكرياس لديهم ناقص النمو. وقد أظهرت الدراسات على الحيوانات أن اتباع نظام غذائي فقير بالبروتينات أثناء الحمل أو الطفولة يمكن أن يعيق تطور البنكرياس، مما يؤدي إلى انخفاض قدرته على إنتاج الأنسولين.
تصنيف أكثر تعقيدًا مما نعتقد!
ظهور هذا النوع الجديد من السكري يسلط الضوء على تنوع وتعقيد المرض. فالحقيقة أن السكري ليس مجرد نوعين، بل هناك أشكال متعددة تختلف من حيث الأسباب والآليات والعلاج، منها:
السكري الحملي: يحدث خلال الحمل بسبب التغيرات الهرمونية، ويختفي غالبا بعد الولادة، لكنه يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني لاحقًا.
السكري من النوع 3c: ناتج عن تلف البنكرياس بسبب أمراض كالتهاب مزمن أو عمليات جراحية أو السرطان، ويصاحبه غالبًا نقص في الأنسولين والإنزيمات الهضمية.
سكري مودي: سببه وراثي، ويظهر غالبًا قبل سن 25، دون وجود وزن زائد أو علامات مناعية، مما يصعب تشخيصه.
السكري الوليدي: نوع نادر يظهر في الأسابيع الأولى من الحياة، وقد يكون مؤقتًا أو دائمًا ويستلزم علاجًا فوريًا.
السكري المرتبط بالتليف الكيسي (الموكوفيزيدوز): يصيب المراهقين والشباب المصابين بهذا المرض الوراثي بسبب تدهور وظيفة البنكرياس.
فهم أعمق لعلاج أفضل
كل نوع من أنواع السكري له أسباب خاصة ويتطلب علاجًا مخصصًا، من العلاج بالأنسولين، إلى أدوية فموية مثل الميتفورمين، إلى الزرع الخلوي، أو تغييرات نمط الحياة والغذاء. لذلك، فإن فهم الأسباب بدقة أمر ضروري لتحسين العلاج وجودة حياة المريض.
إن الاعتراف بالنوع الخامس من السكري يعد تقدمًا مهمًا في تصنيف الأمراض، ويبرز أهمية الوقاية الغذائية في الطفولة المبكرة، خصوصًا في المناطق الأكثر هشاشة وفقرًا في العالم.
@ آلاء عمري