الجزائرالٱن _ في إطار الجلسات العلنية لمحكمة العدل الدولية المتعلقة بالرأي الاستشاري حول التزامات قوة الاحتلال الصهيوني بخصوص وجود وأنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول الأخرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قدمت مايا ساحلي فاضل، ممثلة الجزائر في هذه الجلسات، مرافعة قوية أكدت فيها على أهمية دور وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في تقديم الدعم الحيوي لملايين اللاجئين الفلسطينيين في ظل الحصار الصهيوني المتزايد.
مايا ساحلي فاضل شددت أمام ممثلي أكثر من 40 دولة ومنظمة وقضاة المحكمة على أن الجزائر تواصل دعمها الثابت للشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال، داعية إلى وقف محاولات منع أنشطة الأونروا. وأوضحت أن الوكالة تدير 58 مخيمًا للاجئين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتدير 711 مدرسة تضم أكثر من 550 ألف تلميذ، إضافة إلى تقديم خدمات إنسانية أساسية لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني.
في مرافعتها، أكدت ساحلي فاضل أنّ الكيان الصهيوني قد رفض في الثاني من مارس الماضي دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، في خطوة أدت إلى حرمان الفلسطينيين من أبسط مقومات الحياة الأساسية، مشيرة إلى أن هناك محاولات حثيثة من قبل الاحتلال لعرقلة عمل الأونروا. كما لفتت إلى أنه تم تمرير تشريع في الكنيست يهدف إلى تعميق هذه الانتهاكات من خلال منع المساعدات الإنسانية والتضييق على نشاط الوكالة.
من خلال هذه المرافعة، شددت الجزائر على ضرورة أن يتوقف الكيان الصهيوني عن تعطيل أو عرقلة عمل الأونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس، مؤكدة أن من واجب المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم ضد هذه الانتهاكات. وذكرت أن الجزائر كانت قد شاركت في الإجراءات الاستشارية السابقة للمحكمة من خلال تقديم عرض كتابي يعكس موقفها الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني.
تستمر هذه الجلسات حتى بداية شهر ماي، وتعد هذه المرافعة جزءًا من مسعى الجزائر الدائم لدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، حيث كانت الجزائر قد شاركت بشكل فعال في المرحلة الكتابية لهذا الإجراء الاستشاري.
وتأتي هذه الجلسات في وقت حرج، حيث تعيش غزة تحت حصار خانق يمنع دخول الإمدادات الإنسانية الأساسية، مما يزيد من المعاناة اليومية للسكان. وفي هذا السياق، أعلنت الأونروا عن وجود ثلاثة آلاف شاحنة مساعدات إنسانية تنتظر فتح المعابر لدخول غزة، في وقت تشهد فيه الأوضاع الإنسانية تدهورًا متسارعًا.
إلى جانب مايا ساحلي فاضل، يشارك في الفريق القانوني الجزائري الخبيرة الدولية سامية بوروبة، التي تتمتع بسجل حافل في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي، مما يعكس التزام الجزائر الثابت بمواقفها الداعمة للعدالة وحقوق الإنسان على الساحة الدولية.