كشفت تحقيقات صحفية نشرها موقع “Inkyfada” الاستقصائي التونسي، أن المنتجات الجزائرية أصبحت العصب الاقتصادي غير الرسمي لمدينة القصرين، إحدى أكثر المناطق فقرا في تونس، حيث تساهم بشكل مباشر في تخفيف الأعباء المعيشية عن سكان المنطقة في ظل تفاقم معدلات البطالة وارتفاع الأسعار.
في ظل غياب تدخل فعلي من الدولة التونسية لدعم الفئات الهشة، يقول الموقع التونسي ذاته، وجد سكان القصرين في المنتجات الجزائرية، القادمة من الجارة الغربية، بديلا أرخص وأكثر توفرا. من الزيوت النباتية إلى مشتقات الألبان والعصائر، تغزو هذه المنتجات الأسواق والأرصفة وحتى أمام الإدارات العمومية، في مشهد يعكس حاجة السكان لبدائل اقتصادية ملموسة.
وبحسب التحقيق ذاته، أكدت مواطنة تدعى نعيمة، وهي عاملة في أحد مشاريع الأشغال العامة، أنها تشتري 5 لترات من الزيت النباتي الجزائري ب18 دينارا فقط، مقابل 23 إلى 25 دينارا لنظيره التونسي، ما يجعل الخيار الجزائري أولوية في ظل تدني القدرة الشرائية. واعتبر كثيرون أن هذه التجارة، رغم طابعها غير الرسمي، تمثل شريان حياة للآلاف من العائلات.
يصل الكثير من هذه المنتجات عبر معابر حدودية كمركز بوشبكة، يشرح الموقع، إما عبر التهريب أو بحجة الاستهلاك الشخصي.
حسين عبيدي، أحد سكان المدينة، قال إنه كان يتوجه إلى مدينة تبسة الجزائرية لشراء منتجات تنظيف وحلويات وقهوة، ولكن بسبب غلاء تكاليف الرحلة، بات يشتري من وسطاء محليين.
وأكد أن “الجميع في القصرين يعيش من الجزائر”، مضيفا أن غياب هذه التجارة غير الرسمية كان سيؤدي إلى نزوح واسع بسبب الفقر.
وبحسب نفس المصدر، فإن المؤشرات الاقتصادية الرسمية تشير إلى أن القصرين سجلت 0.37 نقطة فقط في مؤشر التنمية لعام 2024، مع نسبة بطالة فاقت 22%، وفقر وصل إلى 33.6%.
في هذا السياق، لا يمكن إنكار الدور غير المباشر الذي تلعبه الجزائر في دعم سكان المناطق الحدودية، من خلال توفير منتجات بأسعار مناسبة في وقت تعاني فيه الأسواق التونسية من نقص وغلاء.
@ آلاء عمري