يحتفل الجزائريون، الاثنين، بأول أيام عيد الفطر ، وسط أجواء روحانية يسودها التغافر والتراحم، وتحضرها مشاعر التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع أنواع العدوان على يد المحتل الصهيوني.
فعلى الرغم من بهجة العيد، إلا أن ما يقاسيه الشعب الفلسطيني الأعزل من إبادة وحشية وتجويع وتهجير قسري من قبل الكيان الصهيوني، كان له وقعه البارز في نفوس الجزائريين في هذا اليوم المبارك.
وفي كلمة وجهها للشعب الجزائري بهذه المناسبة، خص رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون بالذكر الأشقاء في فلسطين وهم “تحت نار واضطهاد الاحتلال”، راجيا من الله عز وجل أن “يرحم شهداءهم وأن يشفي جرحاهم وأن ينصر الصامدين منهم نصرا مبينا”.
ومع أولى ساعات العيد، تعالت أصوات المصلين عبر مساجد الوطن بالتهليل والتكبير، فيما ركز الأئمة في خطبة العيد على ضرورة التآخي والتآزر والتكافل، تجسيدا للقيم السامية التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف، كما ذكروا بمعاناة الأشقاء الفلسطينيين في غزة، في ظل البطش الصهيوني المتواصل الذي حرمهم من فرحة العيد، متضرعين إلى الله عز وجل أن يفرج كربتهم وينصرهم في أقرب الآجال.
وعقب الانتهاء من صلاة العيد، عمت شوارع العاصمة ومختلف المدن الجزائرية أجواء من البهجة، صنعها الأطفال الذين انتشروا عبر الأحياء، يتباهون بحللهم الجديدة، فيما شرع الكبار في تبادل التهاني سواء من خلال زيارة الأهل والأقارب أو عبر تبادل جمل المعايدة, اعتمادا على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن العادات الراسخة لدى المجتمع الجزائري أيام العيد، زيارة المرضى في المستشفيات، حيث تتنقل العائلات والجمعيات الخيرية إلى مختلف المصالح الاستشفائية، من أجل إدخال السرور في نفوسهم، خاصة منهم الأطفال، الذين حالت أوضاعهم الصحية دون التحاقهم بأهاليهم في هذه المناسبة.
كما تعد زيارة المقابر للترحم على الموتى, تقليدا آخرا تشهده هذه المناسبة الدينية، مع تقديم الصدقات للفقراء والمعوزين المتواجدين بعين المكان.
وفي الفترة المسائية، يحرص الكثير من الجزائريين على متابعة البرامج الخاصة التي تبثها مختلف القنوات التلفزيونية الوطنية، والتي تشكل فضاء لتقديم تهاني وتبريكات العيد سواء بالنسبة لأولئك القاطنين بالداخل أو أفراد الجالية الوطنية بالمهجر.
وقصد توفير أفضل الظروف لقضاء عطلة عيد الفطر، سطرت العديد من القطاعات والمصالح العمومية تدابير خاصة بالمناسبة, على غرار الأسلاك الأمنية والطبية والنقل العمومي وغيرها.
وفي هذا الإطار، وضعت قيادة الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني مخططا أمنيا يهدف إلى تأمين المواطنين وحماية الممتلكات، كما تم من جهة أخرى تجنيد أزيد من 54 ألف تاجر عبر مختلف ولايات الوطن لضمان المداومة خلال أيام عيد الفطر، من أجل التموين المنتظم بالمواد الأساسية واسعة الاستهلاك.
كما اتخذت وزارة الصحة، من جهتها، “إجراءات استثنائية” لضمان استمرارية تقديم خدمات صحية متكاملة، من خلال تعزيز جاهزية أقسام الاستعجالات بالمستشفيات، وضمان حضور الفرق الطبية وشبه الطبية خلال فترات المناوبة.