الجزائرالٱن _ أكدت فرنسا مرة أخرى، أنّ شعار “حرية التعبير” غير موجود في قاموسها، إلا “للزينة” واستعماله كذريعة للتهجم على الآخرين، وإلا كيف يمكن تفسير، قرار القناة الفرنسية الحكومية “فرانس 5” سحب الوثائقي الذي كشف استعمال الاستعمار الفرنسي أسلحة كيميائية ضد الشعب الجزائري؟
وكان الشريط الوثائقي، قد تم بثه من طرف القناة السويسرية “أر.تي.أس”، وأعلنت “فرانس 5” أنّها أيضا ستقوم ببثه يوم الأحد القادم، غير أنّها قررت سحبه دون تقديم مبررات مقنعة.
ونقلت يومية “ليبيراسيون”، اليوم الأربعاء في مقال لها، أنّ “فرانس 5 ” برمجت في تلك السهرة (16 مارس) الوثائقي “الجزائر.. فصيلة الأسلحة الخاصة” على الساعة الحادية عشر ليلا وقبله وثائقي آخر عن سوريا هو أيضا سحب لكن حدد له تاريخ بث آخر يوم 23 مارس الجاري، عكس الوثائقي عن الجريمة الفرنسية، التي قررت بثه بداية من غد الأربعاء على الموقع الالكتروني فقط.
وبررت القناة في بيان لها، رغبتها مواكبة الأحداث ببث سهرة خاصة عن مستجدات ملف الحرب الأوكرانية.
وإن كانت الحجة تبدو غريبة بانتظار حتى يوم الأحد لتخصيص سهرة لملف فيه مستجدات كل ساعة بفعل الضغط الأمريكي لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لماذا أعيد برمجة الوثائقي عن سوريا عكس الربورتاج المثير عن جرائم فرنسا الكيماوية أثناء الثورة؟
حسب متابعين، فإنّ فرنسا الرسمية تعيش حالة من التخبط بخصوص “ملف الذاكرة”، كما أنّ بث الشريط الوثائقي الخاص بجرائم فرنسا “الكيميائية” في الجزائر، يتزامن مع تصريحات، الصحافي جون ميشال أباتي، حول وحشية التواجد الفرنسي في الجزائر، ما جعله عرضة لحملة شعواء داخل فرنسا، ولهذا يبدو أنّه ليس من اللائق في العرف الفرنسي بث شريط وثائقي يؤكد ما جاء في تصريحات أباتي!