آخر الأخبار

أبوجرة سلطاني يكتب "للجزائر الآن" : ارفعوا أيديكم عن القضية الفلسطينية..!!

شارك
بواسطة أبوجرة سلطاني. وزير الدولة الأسبق.
مصدر الصورة
الكاتب: أبوجرة سلطاني. وزير الدولة الأسبق.

* الذين ذبحوا الشعب الفلسطيني هم الذين يمشون في جنازته..!!

* حتى الجامعة العربية تم تأميمها تمهيدا لتطبيعها.

*انتقلنا من مرحلة إعادة الإعمار إلى مرحلة الشجب والتنديد والاستنكار.

* ما قاله (اليكسندر دوغين) علنا هو ما يخفيه بعض زعماء العرب عن شعوبهم.

الجزائر الآن _ قرر رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد المجيد تبون عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها جمهورية مصر العربية يوم الرابع من شهر مارس الجاري لبحث تطورات القضية الفلسطينية. وكلف وزير الدولة (وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية) السيد أحمد عطاف بتمثيل الجزائر حتى لا يغيب صوتها ولا يتم تأويل خفض تمثيلها لأسباب لم تعد خافية على أحد. منها:

– الانتقائية والاختلالات والنقائص التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة.

-احتكار مجموعة ضيقة من الدول مسار إعداد مخرجات القمة.

– غياب التنسيق مع الشركاء المعنيين بالقضية الفلسطينية.

– التعامل مع الأعضاء بمنطق العضو الكامل والعضو الشرفي.

– فرض سياسة الأمر الواقع بعرض مشروع البيان الختامي للتزكية وتفريغه من محتوى المقاومة ومن مبدأ حق تقرير المصير.

طريقة العمل المعتمدة في تحضير القمة لا تشجع الشركاء على حضور أشغالها كونها قمة طارئة مخصصة لمدارسة قضية ساخنة تهم المجموعة العربية خاصة والأسرة الدولية عامة.

وسياسة الانتقاء التي تقوم على إشراك دول وإقصاء أخرى لا تخدم أهداف الجامعة العربية ولا تعالج القضية الفلسطينية معالجة صميمة.

ذلك أنها قضية مركزية لا يليق بأنصارها ولا بالمتحدثين عنها من زعماء العرب خذلان شعوبهم باحتكار أنظمة معينة الحديث عنها باحتشام وكان فلسطين ولاية ملحقة بدولهم.. !!في حين يقتضي حال أمتنا تنسيق الجهود والتعاون على تمتين وحدة الصف العربي وحشد طاقة الأمة العربية حول تقرير مصير وجودها بنصرة قضية هي مركز الصراع العربي الاسرائيلي منذ ما يقرب من ثمانين عاما (1947/2025) حتى صارت قضية وجود بعد أن انتهكت سيادة الحدود (الكيان المحتل هو الوجود الوحيد في العالم الذي لا يعرف أحد ما هي حدوده؟ تصور أن معبر رفح المصري الفلسطيني تحت سيادة ناتنياهو..!!) .

للأسف مازالت كثير من الأنظمة العربية أعضاء الجامعة تتاجر بهذه القضية الشريفة وتزايد بها على شعوبها وعلى الشركاء في المصير ولا تستشعر خطر هذا الكيان المحتل على أمنها ووحدتها واستقرارها إذا ضُرب المشروع الوطني الفلسطيني في صميم وحدته وانتزع سلاح المقاومة.. لا سمح الله. أو حل نظام ما محل المقاومة..!! إذا لم تنجح الجامعة العربية في توحيد صف الأمة على أساس المقاربة التي نادت بها الجزائر (حق الشعوب في تقرير مصيرها) وهي تعمل لتجسيدها بصوت عال وواضح بمجلس الأمن وترافع بشجاعة واقتدار في كل منبر عربي إفريقي إسلامي أممي.. لإسماع العالم كله هذا الصوت المدافع عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وفي إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.

ولن تيأس الجزائر من توضيح هذه المقاربة مهما كان حال الأنظمة التي تقترح مقاربات مستسلمة خاضعة لأوهام التطبيع رغم ما آلت إليه أوضاعها من بؤس وهوان كشف عنه ترامب في بعض تصريحاته..!!. والقادم أسوأ إذا لم تتدارك هذه الأنظمة نفسها بمصالحة وطنية مع شعوبها التي باتت مفصولة عنها شعوريا وتنظر إلى حكامها بعين الريبة والتوجس.

لا يليق بمن أدار ظهره للقضية المركزية وذبح شعبها أن يسير في جنازته..!! ولا يليق بالجامعة العربية أن تراهن على جهات خارجية ولا أن تنصب نفسها سمسارا لبيع قضية الأمة وتتنكر للمبادئ التي أنشئت من أجلها.

وليس من الحكمة في شيء أن تعقد قمة طارئة لمناقشة قضية ساخنة. بل ملتهبة. ثم يتم تغييب أصحاب القضية وأنصارها عن المشاركة في مراحل الإعداد وفي صياغة مشروع البيان الختامي. ثم توجه لهم الدعوة أن مرحبا بكم للمصادقة على مخرجات معدة سلفا لم يكونوا طرفا في (مدخلاتها)..!! أم أن الجامعة العربية قد تم اختراقها و”تطبيعها” وصارت الغاية من اجتماعات زعمائها فرض سياسة الأمر الواقع التي تحدث عنها الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين بصوت سيده (la voix de son maître ) من أن الأمر دبر بليل. وأن تخلف الضفة عن نصرة القطاع شبيه بما حصل للثور الأسود لما تخلف عن مؤازرة أخيه الأبيض..!!

فكان من ذكاء الكيان تقسيم أعدائه في جبهة المقاومة بتواطؤ أصدقائه والتهامهم قطعة قطعة لعزل المقاومة وتجفيف منابعها (غزة. لبنان. المنافذ البرية. اليمن. السودان. الضفة. سوريا. إيران. الأردن. العراق. والحبل على الجرار).

أمام هذا الوضع المهترئ قد ينجح ترامب في تهجير سكان غزة والضفة جميعا بالقوة المالية والعسكرية وباقتراح “شرطي بديل”!! وبسياسة التطهير العرقي مادام العرب والمسلمون مكتفين بالتنديد والشجب والاستنكار.. وليس لهم من حديث سوى إعادة إعمار غزة إذا تمت صفقة تبادل الأسرى بمقاربة الكل مقابل الكل في المرحلة الثانية المرتقبة.

يقول ألكسندر دوغين: إن ترامب مسكون بالإسلاموفوبيا وكذلك جميع فريقه الذي اختاره لتسيير مرحلة (غزة/ أوكرانيا) بمنطق أن الاستعمار يجب أن يستمر ولكن بأساليب جديدة عبر عن بعضها وزير دفاع ترامب.في حين لم يستطع العالم العربي ولا الإسلامي أن يجمع شتاته أمام خطر ماحق قد يغير الخرائط تحت سياسة “البيزنس الترمباوي” التي يكرسها ترامب بمنطق القوة: (إما أن تقتلني أو أقتلك)..!! ومع أن ممارسات الكيان المحتل قد استنزفت رصيده الأخلاقي المكتسب بفضل البكاء على الماضي وبمظلومية المحرقة إلا أن الأرصدة القديمة تآكلت والعالم مقبل على تحولات مرهقة.

إن ما يتهامس به بعض قادة العرب في خلواتهم قد كشفه ترامب في جلواته. وتحدث عنه ألكسندر بإسهاب. ولكن للأسف فكثير من حكامنا لا يقرأون ولا يسمعون النصح وليست لهم بطانة خير تبصرهم بما ينتظرهم من تحولات إذا لم يتصالحوا مع شعوبهم.

فطوفان الأقصى قد تجرف سيوله أنظمة كثيرة سيكون أولها أنظمة الطوق ويليها كل نظام استخف بمسيرات شعبه وبالأصوات المنادية بسيادة الأوطان .

فالشعوب من أقدار الله الذي يمهل ولا يهمل. وما جمعته يد الله لن تفرقه يد الشيطان.. فارتقبوا إني معكم رقيب.

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا