عبرت صحف إسرائيلية، مثل “Israel Valley”، عن حسرتها بسبب عدم قدرة الكيان على استيراد الطماطم الجزائرية، فيما تغرق أوروبا بتلك الطماطم المميزة التي أصبحت تنافس وتتجاوز أكبر الموردين التقليديين، لجودتها العالية ومذاقها الفريد.
وبينما تتطلع “إسرائيل” لتغطية أزمتها الزراعية الخانقة، وتتوهم بأن الطماطم الجزائرية منتوج فاخر يجب أن يكون في كل بيت إسرائيلي، تأتي الجزائر لتؤكد أن سيادتها الوطنية لا تتجزأ وأنها لن تستخدم كوسيلة لتحقيق مصالح كيان الاحتلال.
وتعكس حسرة “إسرائيل” وأمنيتها التي لن تتحقق مادام في الجزائر شعب رافض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الآثم، قوة الجزائر في الساحة الزراعية الدولية، حيث تفرض نفسها في الأسواق الأوروبية دون الحاجة إلى التطبيع مع من يعتدي على الشعب الفلسطيني المضطهد ومظهرة أن موقفها الثابت لن يتزعزع، وأنها ستظل حامية لمبادئها وقيمها.
وتتمتع الجزائر بإنتاج زراعي متنوع وعالي الجودة، حيث أصبحت الطماطم الجزائرية تعرف على الساحة الدولية بفضل مذاقها الفريد وجودتها الفائقة.
وقد تمكنت الجزائر من تعزيز مكانتها في السوق الأوروبية، حيث تسجل صادراتها من الطماطم زيادة ملحوظة خاصة نحو الدول الأوروبية التي تسعى إلى تنويع مصادرها. لكن الاهتمام الإسرائيلي بالطماطم الجزائرية يعكس محاولة بائسة من كيان يسعى إلى تعويض أزمته الزراعية الخانقة على حساب مبادئ السيادة والسياسات العربية الاصيلة الرافضة لكل اشكال التطبيع.
“إسرائيل”، التي تعاني من نقص في الإمدادات الغذائية بسبب الحصار والعقوبات المفروضة عليها، وهجر المزارعين للأراضي الفلاحية التي هي في الأصل حقوق فلسطينية منهوبة، تفتقر إلى الشجاعة السياسية لتعترف بحقوق أصحاب الأرض.
وبينما يسعى الكيان الصهيوني إلى تحصيل فوائد اقتصادية، تبقى الجزائر ملتزمة بموقفها الثابت في دعم القضية الفلسطينية، رافضة أي شكل من أشكال التطبيع.
هذه المواقف تعكس تاريخ الجزائر الطويل في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وتعتبر جزءًا لا يتجزأ من سياستها الخارجية، كما أن الجزائر تتمتع بدعم شعبي واسع في هذا الصدد، حيث يعتبر الدعم لفلسطين قضية وطنية.
لقد أظهرت الأحداث الأخيرة أن الجزائر ليست فقط دولة زراعية، بل هي أيضًا دولة ذات سيادة قادرة على اتخاذ قرارات استراتيجية تحافظ على كرامتها ومصالحها. وبينما تسعى الدول العربية الأخرى إلى تطبيع علاقاتها مع “إسرائيل”، تظل الجزائر ثابتة في موقفها، مُعبرة عن التضامن مع الفلسطينيين، ورافضة أي محاولات لتمرير مشاريع سياسية تهدف إلى تقويض حقوقهم.
إن الجزائر، التي تعتبر رائدة في العالم العربي في دعم القضايا العادلة، ترفض أن تستخدم كوسيلة لتحقيق المصالح الإسرائيلية.
وقرارها بعدم إبرام علاقات من أي نوع مع “إسرائيل” هو رسالة واضحة مفادها أن السيادة الوطنية لا تتجزأ، وأن المبادئ يجب أن تبقى في صميم السياسة الخارجية، كما أن تعزيز الإنتاج الزراعي وتوسيع صادراتها نحو الأسواق الأوروبية هو الخيار الذي يتماشى مع تطلعاتها الاقتصادية، دون الحاجة إلى العلاقات مع كيانات تفتقر إلى الأخلاق السياسية.
ختامًا، تبقى الجزائر مدافعة عن حقوق فلسطين، وحامية لمبادئها الوطنية ورفضها التطبيع مع الكيان الغاشم ليس مجرد قرار اقتصادي، بل هو تأكيد على موقفها الثابت في مواجهة الاحتلال، وحرصها على بناء مستقبل زراعي واقتصادي مستقل. لتظهر للعالم أنها لن تتراجع عن مبادئها، وأنها تبقى قوية في وجه التحديات، مصممة على تحقيق سيادتها ورفعة شعبها.
@ آلاء عمري