آخر الأخبار

كلمة الوزير عطاف في إجتماع لمجلس الأمن حول حفظ السلم والأمن في أوكرانيا

شارك الخبر

الجزائرالٱن _ ألقى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، احمد عطاف، كلمة قوية خلال مشاركته في إجتماع لمجلس الأمن حول حفظ السلم والأمن في أوكرانيا .

وجاء في نص كلمة الوزير: 

بسم الله الرحمن الرحيم

1- أشكركم، السيد الرئيس، وأهنئكم على تولي بلدكم الصديق رئاسةَ مجلس الأمن، وعلى إدارتكم الحكيمة والمحكمة لأشغالنا، وكذا على تعاطيكم الناجع مع المستجدات المطروحة أمام مجلسنا. 

2- كما أتوجه بأبلغ عبارات الشكر والعرفان للأمين العام، السيد أنطونيو غوتيريش، على إحاطته الشافية والوافية حول موضوع جلستنا هذه. 

3- وبالفعل، يأتي اجتماعنا اليوم والحرب المُسْتَعِرَةُ في أوكرانيا تُشارف عامَها الثالث دون أن تلوح في الأفق معالمُ الحل المنشود، ودون أن يُسَجَّلَ أدنى تقدمٍ ملموس على درب تهدئة الأوضاع والتخفيف من وطأتِها واحتواءِ انعاكاساتِها وتداعياتِها. 

4- وما يَزِيدُ من حِدَّةِ أسفنا أَنَّ شُحَّ المبادرات الدولية الجامعة وَعُقْمَ التحركات الدبلوماسية الهادفة لتغليب لغة الحوار وإحلال السلام صارت اليوم صِفَةً لصيقةً بكل ما يطالُ هذا النزاع من تعقيدات وتفاقمات. في حين أن منطق الأمور يؤكد يوماً بعد يوم أن تداعيات ومخلفات هذا النزاع لها من الخطورة والجسامة ما يُحَتِّمُ عدم الاستكانةِ لمنطق الأمر الواقع، وعدم الخضوع والاستسلام للعراقيل أيّاً كانت طبيعتُها، أو للعوائق أيّاً كانت مشقتُها. 

5- إننا نعتقد تمام الاعتقاد أن الموضوع المطروح أمامنا اليوم لا يصح البتة وَصْفُه بالصراع محدود النطاق أو المفعول أو الانعكاس: 

– فهذه الحرب قد كبدت الطرفين الروسي والأوكراني خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والمُقدَّرات وفتحت الأبواب واسعةً أمام مأساة إنسانية مكتملة الأركان، 

– وهذه الحرب قد أدخلت القارة الأوروبية بأكملها في أخطر أزمة مفتوحة على كافة الاحتمالات والتعقيدات منذ الحرب العالمية الثانية، 

– وهذه الحرب قد طالت بأصدائها وتداعياتها السياسية والاقتصادية والأمنية جميعَ بقاع المعمورة التي تأثرت ولا تزال تتأثر بها، في ظل ما خَلَّفَتْهُ من أخطرِ أزمةٍ في منظومةَ الأمن الجماعي، وفي ظل ما صار يُلازمها من استقطابات وتجاذبات في العلاقات الدولية. 

6- إن هذه الاعتبارات قد شكلت في مُجْمَلها بواعثَ المبادرةِ التي تقدم بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، للوساطة بين طرفي النزاع، روسيا وأوكرانيا. وَمَبْلَغُ مَقْصَدِنا في ذلك كان ولايزال البناءَ على ما يجمع الجزائر بهذين البلدين الصديقين من علاقات متميزة ومتجذرة في أرضية صلبة من الثقة والتفاهم والتعاون، وتوظيف هذه العلاقات في سبيل تقريب وجهات النظر والعمل على تجاوز الصراع بالطرق السلمية. ولذات المقصد، انخرطت بلادي بشكل جدي في المساعي الحميدة التي باشرت بها مجموعة الاتصال العربية غداة نشوب الصراع.

7- فقناعتنا تبقى راسخة من أنَّنا أمام حرب لا رابح فيها، والكُلُّ فيها خاسر، ما دام هناك أرواح تُزهق، وشعوب تُهجَّر، وبُنًى تحتية تُدمَّر، واقتصاداتٌ تُقوَّض، وأمنٌ إقليميٌ ودوليٌ يتعرض للتهديد المباشر والمُضِرِّ للجميع على أكثر من صعيد. 

8- وبذات القدر، نظل مقتنعين تمام الاقتناع من أنّ إنهاءَ هذه الحرب وإطفاءَ فَتِيلِها لا يزال في مقدور واستطاعة المجموعة الدولية، إذا ما تم توفير الشروط اللازمة والمناخ المناسب لنجاح أي مبادرة دبلوماسية تسعى لتحقيق تسويةٍ تنالُ قبولَ طرفي النزاع والتزامَهما بتجسيدها. 

9- ومن هذا المنظور، فإن الجزائر تدعو إلى تكثيف الجهود ومضاعفتِها من أجل إطلاق مسار تفاوضي شامل وبَنَّاء: 

– مسارٌ يهدف لتحقيق حل سياسي وسلمي للصراع،لأن الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسياً وسلمياً،  

– ومسارٌ ينأى بطرفي النزاع عن منطق الغالب والمغلوب، لأنه لا غالبَ ولا مغلوبَ في حربٍ بين بلدين جارين، لهما تاريخٌ مشترك طويل من تشابكِ المصالح والروابط، 

– ومسارٌ يرتكز على المبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة وعلى شرعية القانون الدولي، لأن هذه المبادئ وهذه الشرعية هي الحَكَمُ الفَصْلُ بين الدول الأعضاء في منظمتنا الأممية،

– وأخيراً وليس آخراً، مسارٌ يضع نُصْبَ أولوياتِه معالجةَ الأسباب الجذرية للصراع برمته وإحاطةَ الشواغل الأمنية للطرفين بالعناية اللازمة، لأن هذا النهج يظل وحدَهُ الكفيل بتوفير مقومات استدامة وثبات الحل المنشود والمطلوب، والمُتَطَلَعِ إليه عاجلاً من طرف كُلِّ من يضعُ أَمْنَ هذين البلدين الصديقين واستتبابَ الاستقرار فيهما فوق أي اعتبار آخر. وهذا هو الحال بالنسبة لبلادي.      

10- وشكراً السيد الرئيس.

شارك الخبر

إقرأ أيضا