في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أعلنت قوات الدعم السريع ، صباح اليوم الثلاثاء، استعادة السيطرة على بلدة عَلوبة جنوب شرقي مدينة الأُبيض عاصمة ولاية شمال كردفان وسط السودان، بعد ساعات من إعلان الجيش السوداني السيطرة عليها، وأكدت رفضها مبادرة وقف الحرب التي قدمتها الخرطوم إلى مجلس الأمن الدولي.
وقال مستشار قائد قوات الدعم السريع الباشا طِبيق، في حسابه على فيسبوك، إنه تم استعادة السيطرة على عَلوبة التي وصفها بالإستراتيجية، ويتم تضييق الخناق على مدينة الأُبيض، مما يمهد الطريق للسيطرة على مدينتي: الرَهد وأُم رُوابة، وقطع الطريق بين غرب السودان ووسطه بهذا الاتجاه، أمام أي محاولة للجيش للتوغل في ولاية جنوب كردفان، عبر هذا الطريق، وفق قوله.
وكان مصدر عسكري بالجيش السوداني قال للجزيرة، إن الجيش استعاد أمس بلدة عَلوبة، مشيرا إلى أن الجيش كبّد الدعم السريع خسائر وصفها بالكبيرة، أثناء دخوله البلدة، ومن ثم السيطرة عليها.
كما أفاد مصدر عسكري للجزيرة، أن مسيرة تابعة للدعم السريع استهدفت بلدة الدانكوج شمال مدينة الأبيض.
وبيّن أن هذه التطورات تأتي امتدادا للمعارك التي اندلعت خلال الأيام الماضية في عدد من الجبهات، مشيرا إلى أن حدة الاشتباكات المباشرة بين الجيش والدعم السريع تراجعت أخيرا، في حين ارتفعت وتيرة الهجمات والهجمات المضادة باستخدام المسيرات في العديد من مواقع القتال.
وأمس الاثنين، استهدف الجيش السوداني بالمسيرات بلدات عدة في ولاية غرب كردفان تنتشر فيها قوات الدعم السريع.
وأشار مصدر عسكري للجزيرة إلى أن الاستهداف أدى إلى تدمير عدد من السيارات القتالية وتحييد عناصر مقاتلة تتبع لقوات الدعم السريع، في عدة بلدات بولاية غرب كردفان منها أبو زبد، وأبو قلب، والمحفورة.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أسابيع، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
وتعليقا على هذه التطورات قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم الفلاحي للجزيرة، إن السيطرة على كردفان تمكن الجيش السوداني من الانطلاق باتجاه دارفور، باعتبارها منطقة وسطية وعقدة مواصلات يمكن أن تصبح مناطق حشد خلال الفترة المقبلة.
ومن أصل 18 ولاية في البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع على ولايات دارفور الخمس غربا، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يفرض نفوذه على معظم الولايات الثلاث عشرة المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم .
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء حرب بين الجيش والدعم السريع اندلعت منذ أبريل/نيسان 2023، ما تسبب بمقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.
سياسيا، رفض مستشار قائد قوات الدعم السريع الباشا طِبيق مبادرة وقف الحرب، التي طرحها رئيس الوزراء الانتقالي بالسودان كامل إدريس بمجلس الأمن الدولي أمس الاثنين، وقال إنها ليست سوى إعادة تدوير لخطاب إقصائي متهالك، لا يختلف في جوهره عن خطاب رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.
وأضاف طِبيق، في حسابه على فيسبوك، أن إدريس لا يمتلك الإرادة، ولا القرار الذي يؤهله للحديث عن إيقاف الحرب، ناهيك عن إطلاق مبادرة سياسية ذات وزن، ورأى أن ما ورد في المبادرة بضرورة انسحاب قوات الدعم السريع من مناطق سيطرتها ووصفها بالمليشيا، بمثابة طرح أقرب إلى الخيال منه إلى السياسة.
وشدد طبيق على أن " تجاهل الأزمة التاريخية والتشوه البنيوي في بنية الدولة السودانية، وتجاهل وجود الآخر كشريك يجعل أي مبادرة مجرد واجهة شكلية، مضيفا أنه في ظل سيطرة الحركة الإسلامية على القرار، يصبح البرهان وكامل إدريس مجرد أدوات لتنفيذ مشروع سياسي محدد لا علاقة له بإنهاء الحرب أو بناء وتأسيس دولة عادلة".
وكان رئيس وزراء السودان قدم مساء أمس، إلى مجلس الأمن الدولي مبادرة حكومة بلاده التي تتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار برقابة دولية وإقليمية.
وتحدث إدريس، أمام أعضاء المجلس، عن إعادة إدماج المقاتلين السابقين غير المدانين في الحياة المدنية، ودعا إلى " وقف إطلاق النار برقابة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ، على أن يتزامن معه انسحاب المليشيا المتمردة من كافة المناطق التي تحتلها، ونزع سلاحها".
كما دعا إلى "حوار سوداني-سوداني خلال الفترة الانتقالية" للاتفاق على أسس الحكم، على أن تختتم المرحلة الانتقالية بانتخابات عامة برقابة دولية.
وأعرب إدريس عن أمله في الحصول على "دعم غير مشروط" من أعضاء مجلس الأمن لهذه الخطة، التي وصفها بأنها "مكملة لمبادرة السلام السعودية الأميركية المصرية".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أثارت رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعلنة في التدخل لإنهاء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع آمالا في إحراز تقدم، لكن المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة مع مصر والسعودية والإمارات وصلت إلى طريق مسدود.
المصدر:
الجزيرة