آخر الأخبار

كيف ينتقم الاحتلال من قرى القدس بعد عملية “راموت”؟

شارك





"بسبب أعمال الإرهاب التي انطلقت من منطقتكم، تقوم قوات الأمن الإسرائيلية بفرض طوق أمني شامل، وبناء على ذلك نعلمكم بأن مغادرة المنطقة محظورة حظرا قاطعا حتى إشعار آخر.. إن الإرهاب والإرهابيين يلحقون الضرر بكم أنتم السكان، ويعطلون مجرى حياتكم الطبيعية، وستعمل قوات الأمن الإسرائيلية بيد من حديد ضد كل مخرب، وضد كل من يسانده أو يؤيده.. لقد تم تحذيركم".

ضمّت المناشير-التي وزّعها جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم في بعض القرى الواقعة شمال غرب القدس – هذه العبارات التهديدية، وتزامن توزيعها مع إحكام حصار بعض القرى وعلى رأسها قطنّة والقبيبة اللتين ينحدر منهما منفذا عملية إطلاق النار أمس في القدس.

وأسفرت العملية عن مقتل 7 إسرائيليين، بينهم حاخام، وجرْح 17 آخرين، في حين استُشهد المنفذان مثنى عمرو ومحمد طه، اللذان ينحدران من قريتي "القبيبة" و"قطنة" شمال غرب القدس.

وبالتزامن مع هذا الحصار قال وزير الجيش يسرائيل كاتس هذا الصباح إنه أعطى توجيهات بفرض عقوبات مدنية على أقارب وسكان قرى منفذي الهجوم القاتل في القدس، وبهدم أي مبنى يعتبره "غير قانوني" في القرى وإلغاء 750 رخصة عمل وتصريح دخول.

وحول هذه العقوبات الجماعية التعسفية توجهت الجزيرة نت لسؤال كل من رئيس بلدية قطنة والقبيبة عن حال القريتين اللتين تئنان منذ يوم أمس تحت وطأة الحصار.

عقوبات جماعية

رئيس بلدية قطّنة ضياء الفقيه أكد أنه منذ يوم أمس تم بالفعل سحب تصاريح العمل داخل الخط الأخضر (يطلق على الخط الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 والأراضي المحتلة عام 1967) من 800 عامل ينحدرون من القرية، وأضاف أن "300 عامل من هؤلاء كانوا على رأس عملهم في مسالخ الدواجن بمنطقة عطروت الصناعية عندما وقعت العملية أمس، ومع مغادرتهم علقوا على بوابة نفق بِدّو التي أغلقت فورا، ووصلتهم رسائل بإلغاء تصاريح عملهم وهم عالقون خارج القرية".

إعلان

وأشار الفقيه إلى أن ألفي مواطن من قطنّة يعملون كعمال داخل الخط الأخضر، وبعضهم تم إلغاء تصاريحهم مع بداية الحرب وخسروا مصدر رزقهم، مُرجحا أن يرتفع عدد العاطلين عن العمل في القرية خلال الأيام المقبلة مع استمرار سحب التصاريح.

أما رئيس بلدية القبيبة نافذ حمودة، والتي ينحدر منها منفذ العملية الشهيد مثنى عمرو، فأكد أن 120 عاملا تم سحب تصاريح العمل منهم منذ يوم أمس، مضيفا أن 60 مواطنا من أهالي القرية ما زالوا عالقين خلف بوابة نفق بِدّو المؤدي إلى القرية بسبب إغلاقها.

مصدر الصورة حمودة: تهديد وزير الجيش الإسرائيلي بهدم المباني غير القانونية في القرى يشمل 80% من منازل القبيبة (الجزيرة)

مرضى مهددون

وتطرق حمودة في حديثه للجزيرة نت إلى أن 4800 مواطن من القبيبة يعاقبون جماعيا منذ يوم أمس بسبب الاقتحام المستمر للقرية ومنع سكانها من مغادرة منازلهم، والمغادرين منها من العودة إليها.

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي عاث فسادا في 70 منزلا بالقرية طوال الليلة الماضية واعتقل 12 شخصا من بينهم والد منفذ العملية وشقيقيه، ولم يتجاوب مع ضرورة إخلاء المرضى باتجاه مستشفيات مدينة رام الله ، "وكل من يخرج من منزله يصرخ الجنود عليه للعودة وفي حال لم يتجاوب تُلقى القنابل الصوتية والغازية فورا".

ويشكل المسنون الذين يعانون من الأمراض المزمنة نحو 15% من سكان القبيبة، ولم يُسمح لهؤلاء على مدار يومين من الوصول إلى العيادة الصحية في القرية.

وختم نافذ حمودة حديثه للجزيرة نت بالتعقيب على تهديدات كاتس بهدم المباني غير القانونية في القرى التي خرج منها المنفذون قائلا إن هذا التهديد يشمل 80% من منازل القبيبة، وفي حال تنفيذه فإن ذلك يعني إعدام الحياة في هذه القرية.



محاصرون وعالقون

وبالعودة إلى قطّنة التي ينحدر منها الشهيد محمد طه، فقال رئيس بلديتها ضياء الفقيه إن 12 ألف مواطن يعيشون الخوف منذ يوم أمس مع استمرار اقتحام القرية، وسلخها وجاراتها عن محيطهم الخارجي مع إغلاق البوابة الحديدية عند نفق بِدّو.

وأضاف "حتى ساعات فجر اليوم سهرنا للتنسيق من أجل خروج مرضى غسيل الكلى باتجاه رام الله ولم ننجح سوى بإخلاء مريضين وبصعوبة بالغة.. واستمرار حصار قرانا يعني الحكم على المرضى بالموت لأنه لا يوجد أي مستشفى في منطقة شمال غرب القدس، ونعتمد بشكل كامل على مستشفيات رام الله، لأن إمكانيات مستوصفات القطاع الخاص لا تلبي احتياجات المنطقة".

ووفقا للفقيه فإن 10 مواطنين اعتُقلوا من منازلهم بُعيد وقوع العملية يوم أمس بينهم والد المنفذ وشقيقه وعمّه، ونُفذت الاعتقالات بعد اقتحام المنازل وتخريبها خلال التفتيش وضرب سكانها وإهانتهم.

وتوقع رئيس البلدية أن يشمل العقاب الجماعي سكان القرية كافة البالغ عددهم 12 ألف نسمة، لأن الجيش يتبع سياسة اقتحام كل حي داخل القرية وتفتيش كافة المنازل فيه، كما يمنع عودة 1200 مواطن علقوا خارج قطنّة منذ يوم أمس الاثنين.

إعلان

وعبّر للجزيرة نت عن قلقه من تصريحات يسرائيل كاتس حول هدم المباني غير المرخصة قائلا إنها إن نُفذت فستكون مجزرة تشمل مئات المنازل في القرية التي شُلّت الحياة فيها منذ يوم أمس، وتعطلت العملية التعليمية لـ3 آلاف طالب وطالبة من مرحلة رياض الأطفال حتى الثانوية العامة بسبب الحصار ومنع التجول.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا