ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب القيام بزيارة إلى إسرائيل، غير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض الطلب، مشترطاً التراجع عن قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما هاجم نتنياهو رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر بعد إعلان بلاده نيتها الاعتراف بدولة فلسطين وفرض عقوبات على إسرائيل. وصف نتنياهو الخطوة بأنها محاولة لاسترضاء ما وصفه "بالإرهاب" على حساب إسرائيل، مؤكداً أن بلاده لن تقبل بذلك وستواصل الدفاع عن نفسها.
يأتي ذلك بعدما أعلن وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو، أمس، أن بروكسل ستعترف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر، إلى جانب فرض 12 عقوبة على إسرائيل تشمل حظر استيراد منتجات المستوطنات ومراجعة سياسات المشتريات العامة مع الشركات الإسرائيلية.
ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، سيحاول خلال اجتماع يعقده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو غداً الخميس، الدفع بخطته لضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
وأضافت الصحيفة أن الاجتماع سيخصص لبحث المخاوف الأمنية من اندلاع انتفاضة جديدة في أعقاب الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي مؤتمر صحفي بمدينة القدس، الأربعاء، قال سموتريتش إن حكومته لن تسمح بأن تتحول المدن الإسرائيلية إلى ما يشبه مناطق غلاف غزة، مؤكداً أن فرض السيادة على الضفة الغربية خطوة واقعية لمواجهة الهجوم السياسي على إسرائيل.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية تؤيد قرار إسرائيل القضاء على فكرة إقامة دولة فلسطينية، مشدداً على أن هدف حكومته هو القضاء تماماً على تلك الفكرة.
أثارت تصريحات سموتريتش ردود أفعال عدة، حيث أشارت مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، لانا نسيبة أن مساعي إسرائيل لضم الضفة الغربية المحتلة تُعدّ "خطاً أحمر" بالنسبة لأبو ظبي، وذلك في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه.
كما نقلت وكالة رويترز عن نسيبة قولها إن أي ضم للضفة الغربية سيُقوّض روح "اتفاقيات أبراهام"، مشيرة إلى أن الإمارات، ومنذ البداية، اعتبرت الاتفاقيات وسيلة تمكّنها من مواصلة دعم الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة إلى دولة مستقلة.
وعلق القيادي في حركة حماس، عبد الحكيم حنيني، على تصريحات سموتريتش، قائلاً إنها "دليل على نهج الحكومة الاستيطانية، التي ترتكب الإبادة في غزة وتسعى لفرض الضم والتهجير في الضفة الغربية"، بحسب تعبيره.
بدوره، ندد الأردن، الأربعاء، بتصريحات سموتريتش، معتبراً إياها "تصعيداً خطيراً مرفوضاً".
ورأت وزارة الخارجية الأردنية أن تصريحات سموتريتش "العدائية والعنصرية حول ضم الضفة الغربية المحتلة ومنع إقامة الدولة الفلسطينية، وتهديده للسلطة الوطنية الفلسطينية، يعد خرقاً فاضحاً للقانون الدولي، وتصعيداً خطيراً مرفوضاً، وتحدّياً للإرادة الدولية الداعمة لحل الدولتين".
وشددت على أنه "لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة".
وانتقد الناطق باسم الخارجية الأردنية "غياب المحاسبة الدولية لهم وإفلاتهم من العقاب"، داعياً المجتمع الدولي الى "إلزام إسرائيل وحكومتها المتطرفة وقف عدوانها على غزة، وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية المحتلة وتصريحات مسؤوليها التحريضية، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني وتلبية حقوقه المشروعة" في إقامة دولته.
وكان الوزير اليميني المتطرف قد اعتبر في وقت سابق أنه "حان الوقت" لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة منذ العام 1967، بعدما أبدت دول غربية عدة نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية هذا الشهر.
"المبدأ الأسمى لفرض السيادة... هو شعار: أقصى مساحة من الأرض مع أقل عدد من السكان (الفلسطينيين)"، وفق سموتريتش.
تقود فرنسا جهوداً للاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر.
وانضمّت بلجيكا إلى الدول الغربية التي أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، لتحذو بذلك حذو بلدان منها أستراليا وكندا وفرنسا.
ولاقت هذه المواقف انتقادات لاذعة من المسؤولين الإسرائيليين، يتقدمهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 113 شخصاً في قطاع غزة من بينهم 33 من منتظري المساعدات، بينما أُصيب 304 آخرين جراء استمرار القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي خلال ال 24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي أعداد القتلى منذ بداية الحرب إلى 63,746 شخصاً.
كما سجّلت وزارة الصحة في قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ست حالات وفاة نتيجة الجوع وسوء التغذية من بينهم طفل، ليرتفع إجمالي أعداد وفيات سوء التغذية إلى 367 حالة وفاة، منهم 131 طفلاً.
وقد قُتِلَ أكثرُ من 15 فسطينيا في قطاع غزة منذ فجر اليوم، مع استمرار القصف الجوي والمدفعي الاسرائيلي.
إذ قُتِلَ أربعة فلسطينيين، من بينهم امرأة حامل، إثر قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في محيط ميناء الصيادين غربي مدينة غزة.
وقالت والدة المرأة الحامل لبي بي سي وهي في حالة انهيار وبكاء تام : "كنا نائمين، وفجأة استيقظنا عندما سمعنا أصواتاً، وكان كل شيء من حولنا مُظلماً ويغطي الغرفة دخان كثيف... بعدها ذهبت إلى غرفة ابنتي وزوجها وأطفالها ووجدتهم جميعاً مقتولين، وكانت ابنتي حامل في شهرها السابع، وقد وجدت الجنين بجوارها ميتاً".
وفي هذه الأثناء، أفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأن أكثر من 76 ألف فلسطيني نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين من أنحاء مدينة غزة، حيث أُعلنت المجاعة.
بينما بدأ عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين بالتوجه إلى الخدمة، حيث تخطط الحكومة لتوسيع نطاق الهجوم ليشمل السيطرة على مدينة غزة بأكملها.
وبعيد إعلان الجيش الإسرائيلي، استعداده لتوسيع نطاق القتال داخل مدينة غزة، وتوجيهه نداءات إلى السكان المدنيين بالابتعاد عن مناطق الاشتباكات، تحدثت بي بي سي إلى بعض من سكان قطاع غزة.
إذ يأمل أبو يحيى وهو نازح أن تقف الدول بجانب الشعب الفلسطيني، قال لبي بي سي "لقد سئمنا، إلى أين سنذهب، لقد نزحنا من الشمال إلى الجنوب، وبعد ذلك رجعنا إلى الشمال، نحن نحتاج إلى 1000 دولار لركوب السيارات والتحرك وليس لدينا دولار واحد. لقد انهار الشعب الفلسطيني".