انتشرت حرائق الغابات التي أججتها موجة الحر والرياح القوية في أنحاء جنوب أوروبا يوم الأربعاء، مما أدى إلى احتراق منازل ومزارع ومصانع وإجلاء الآلاف من السكان والسياح.
وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان الأسود فوق مصنع إسمنت اشتعلت فيه النيران بسبب حريق هائل اجتاح بساتين زيتون وغابات وعرقل حركة السكك الحديدية في ضواحي مدينة باتراس اليونانية غربي العاصمة أثينا.
وأمرت السلطات سكان بلدة يبلغ تعدادها نحو 7700 شخص بالقرب من باتراس بإخلاء منازلهم الثلاثاء فيما أصدرت الأربعاء تنبيهات جديدة نصحت فيها سكان قريتين قريبتين بمغادرة منازلهم.
وفي جزيرتي خيوس بشرق اليونان وسيفالونيا في الغرب، وكلاهما مقصدان للسائحين، طلبت السلطات من الناس الانتقال إلى مناطق آمنة مع انتشار الحرائق.
وفي إسبانيا، لقي رجل إطفاء متطوع حتفه متأثرا بحروق شديدة بينما نُقل عدد من الأفراد إلى المستشفى.
وحذرت وكالة الأرصاد الجوية الحكومية من أن جميع أنحاء البلاد تقريبا معرضة لخطر شديد أو مرتفع جدا من نشوب حرائق.
وأخمد أفراد الإطفاء نيرانا اشتعلت بمنازل ومستودعات بعدد من القرى في منطقة قشتالة وليون حيث تم إجلاء أكثر من 5000 شخص.
وأعلنت مدريد مساء الأربعاء أنها طلبت من الاتحاد الأوروبي تفعيل الآلية الأوروبية لمكافحة الحرائق بهدف مساعدتها في إخماد حرائق الغابات العديدة التي تجتاح البلاد.
وذكرت السلطات الإسبانية في تحديث أنها أجلت ما يقرب من ستة آلاف شخص من منازلهم في 26 قرية تتهدّدها النيران، مشيرة إلى أنّ فرق الإطفاء تكافح 14 حريقا كبيرا ولا سيّما في شمال البلاد.
وفي ألبانيا، قال وزير الدفاع بيرو فينجو إن هذا "الأسبوع حرج" وإن عددا من حرائق الغابات الكبرى استعرت في أنحاء البلاد.
وعاد من سبق إجلاؤهم إلى منازلهم في مدينة دلفينا بجنوب ألبانيا لكن السلطات لا تزال في حالة تأهب.
وتتعثر محاولات إخماد الحرائق بسبب الموجة الحارة التي اجتاحت أنحاء واسعة من أوروبا.
وتشهد إسبانيا موجة حارة منذ 10 أيام بلغت ذروتها الثلاثاء بتسجيل 45 درجة مئوية، وتتوقع وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية أن تستمر الموجة حتى يوم الإثنين المقبل، مما يجعلها واحدة من أطول الموجات المسجلة.
وفي البرتغال، اندلعت خمسة حرائق كبيرة شمالي ووسط البلاد، حيث يشارك أكثر من 1800 عنصر إطفاء في احتواء النيران.
وفي جنوبي فرنسا، يظل التأهّب في أعلى مستوياته لمنع تجدد الحريق الهائل الذي التهم 16 ألف هكتار قبل أيام.