طالب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عبّاس، حركة حماس بإطلاق سراح الرهائن لـ "سد الذرائع" أمام إسرائيل التي تواصل قصفها وعملياتها العسكرية في قطاع غزة.
واستخدم عبّاس في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الـ 32 للمجلس المركزي الفلسطيني في رام الله، الأربعاء، تعبيراً وصف بالجارح غداة مخاطبته حركة حماس.
وطالب عبّاس، حماس بتسليم الرهينة الأمريكي، عيدان ألكسندر، المحتجز في قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأثار استخدام التعبير، الذي اعتبر جارحا، جدلاً واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، خاصّة وأنه تعبير عامّي قلّما يخرج من شخصيات سياسية، أو خلال خطابات رسمية.
وقال أحد المستخدمين على منصة إكس، إن تسمية محمود عبّاس لـ "شركائه في الوطن" بهذه التسمية، تعني أنه قد آن أوان تنحيه عن السلطة.
و رأى مستخدم آخر أن انتقاد "تشبث حماس بالسلطة" في غزة أمر ضروري.
وأبدى المستخدم استغرابه من استنفار حسابات من وصفهم بـ "الإخوان" على منصات التواصل الاجتماعي، يقصد الإخوان المسلمين، عقب كلمات أبو مازن "الجارحة" بحق حماس، فالحركة برأيه ليست رمزاً دينياً، بل "منظمة سياسية ارتكبت خطأ فادحاً".
ووصف عبّاس ما يتعرض له "الشعب الفلسطيني بالنكبة الجديدة التي تهدد وجوده"، متهماً حماس بمنح إسرائيل ذريعة "لارتكاب جرائم في قطاع غزة". وأضاف: "أنا من يدفع الثمن، وشعبنا هو من يدفع الثمن".
وشدد في خطابه على ضرورة أن تتحاور حماس مع السلطة الفلسطينية بدلاً من الولايات المتحدة الأمريكية، قائلاً إن "العالم ظالم وأمريكا ظالمة".
وأشار مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ما وصفوها بـ "ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية"، وتساءلوا عن "الذرائع" التي لدى إسرائيل في الضفة الغربية، حيث "لا أنفاق، ولا رهائن، ولا صواريخ".
وطرح عبّاس في كلمته أربع أولويات للقيادة الفلسطينية في هذه المرحلة؛ وهي "وقف الحرب على غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي، ورفع الحصار عن القطاع وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، ومنع تهجير السكان وتثبيتهم في أرضهم، وحماية القضية الفلسطينية على المستوى الدولي والعمل وفق الشرعية الدولية".
وأكد على أن الفلسطينيين يسعون إلى السلام العادل، ويطالبون بحقوقهم المعترف بها دولياً، مشيراً إلى أن أهالي غزة "باقون ويرفضون هجرة أبنائهم عن الوطن".
واتهم عبّاس حركة حماس بارتكاب "نكبة الانقلاب"، في إشارة إلى سيطرة الحركة على غزة في العام 2007 بعد الإطاحة بحكم السلطة الفلسطينية في القطاع.
وأضاف أن حماس "ألحقت أضراراً بالغة بالقضية الفلسطينية ووفرت للاحتلال ذرائع مجانية لمؤامراته وجرائمه في الضفة وغزة"، على حدّ تعبيره.
واتهم عبّاس كذلك الولايات المتحدة وإسرائيل بـ "محاولات محمومة لتصفية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر الترويج للتهجير القسري أو الطوعي".
وبدأ المجلس المركزي الفلسطيني، وهو هيئة تشريعية عليا في النظام السياسي الفلسطيني، اجتماعاً الأربعاء، يستمر ليومين، ومن المتوقع أن يتم خلاله استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ولم تردّ حركة حماس بشكل رسمي على انعقاد المجلس، أو على تصريحات عبّاس، لكن القيادي في الحركة، باسم نعيم، شنّ هجوماً لاذعاً عبر صفحته على فيسبوك، واصفاً الاجتماع بـ " المغتصب لشرعية قيادة الشعب الفلسطيني".
وانتقد نعيم وصف عبّاس "جزءاً كبيراً من الشعب الفلسطيني بألفاظ نابية"، متهماً إياه "بتحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية جرائم الاحتلال وعدوانه المستمر"، على حدّ تعبيره.
ولطالما شهدت العلاقات بين حركة فتح برئاسة عبّاس وحركة حماس توتراً في ظل وجود انقسامات سياسية عميقة.
ويتّهم عبّاس حركة حماس بتقويض الوحدة الفلسطينية، بينما تنتقد حماس عبّاس وتتهمه بالتعاون مع إسرائيل وقمع المعارضة في الضفة الغربية المحتلة.