أوضحت الورقة البحثية، التي أعدتها البروفيسورة وندي ديفيس من جامعة أستراليا الغربية وعُرضت مؤخرًا في الاجتماع السنوي لجمعية أوروبا لدراسة السكري (EASD) في فيينا، أن الأشخاص دون سن 60 عامًا والرجال بشكل خاص هم الأكثر عرضة للإصابة بالإنتان.
يمكن أن يحدث الإنتان نتيجة أي عدوى لا يمكن السيطرة عليها في الجسم، ما يؤدي تدريجيًا إلى فشل أعضاء وأمراض حرجة. ويُقدَّر أن أكثر من 10% من المصابين بالإنتان يموتون، ويُعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم.
هناك عدة تفسيرات محتملة للعلاقة بين مرض السكري من النوع الثاني والإنتان. أحدها أن ارتفاع مستويات السكر في الدم يؤدي إلى ضعف وظيفة الجهاز المناعي، كما أن المصابين بالسكري أكثر عرضة لأنواع معينة من العدوى مثل التهابات المسالك البولية، والتهابات الجلد، والالتهاب الرئوي، التي يمكن أن تتطور سريعًا إلى الإنتان.
فضلًا عن أن الضرر الوعائي والاعتلال العصبي، وهما من المضاعفات الشائعة للسكري، يزيدان من زيادة خطر الإصابة بالإنتان.
تشير البروفيسورة ديفيس إلى أن العلاقة بين السكري من النوع الثاني والإنتان تناولتها عدة دراسات سابقة، إلا أن هذه الدراسة تميزت بأنها تتناول عينة كبيرة من البالغين في المجتمع، وعلى فترة طويلة.
درس الباحثون الأستراليون معدل حدوث الإنتان في عينة مجتمعية من المشاركين في دراسة "فريمانتل للسكري – المرحلة الثانية"، وهي دراسة طولية أجريت في مجتمع حضري متعدد الأعراق يضم 157,000 شخص في أستراليا.
وقد حدد الباحثون 1,430 بالغًا مصابًا بالنوع الثاني من السكري عند تسجيلهم بين 2008 و2011، وقارنوا حالتهم مع 5,720 شخصًا غير مصابين بالسكري بحسب العمر والجنس والرمز البريدي. وكان متوسط عمر المشاركين عند التسجيل 66 عامًا، و52% منهم رجال.
وبعد متابعة حالتهم الصحية، تبين أن 2.0% من المصابين بالسكري من النوع الثاني قد دخلوا سابقًا المستشفى بسبب الإنتان، مقابل 0.8% من نظرائهم غير المصابين.
وخلال متابعة استمرت في المتوسط 10 سنوات، أصيب 169 مشاركًا (11.8%) من المصابين بالسكري من النوع الثاني بالإنتان، مقابل 288 مشاركًا (5.0%) من عينة المقارنة.
والافت أن الأشخاص بين 41–50 عامًا المصابين بالسكري من النوع الثاني كانوا أكثر عرضة للإنتان بمقدار 14.5 مرة.
وقد أظهرت تحليلات إضافية أن كبار السن، والرجال، و ذوي الأصول الأبورجينية (السكان الأصليين)، والمدخنين الحاليين، ومستخدمي الإنسولين، والأشخاص الذين لديهم ارتفاع سكر الصيام، وارتفاع معدل ضربات القلب، ومصابي الاعتلال العصبي الطرفي المتماثل البعيد، وأمراض الأوعية الدموية الدماغية، وارتفاع مستويات مؤشر فشل القلب NT-proBNP، جميعهم مرتبطون بشكل مستقل بزيادة خطر الإصابة بالإنتان بين البالغين المصابين بمرض السكري من النوع الثاني.
تؤكد مؤلفة الدراسة أن "أفضل طريقة للوقاية من الإنتان هي الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي، والوقاية من مضاعفات السكري الدقيقة والكبيرة للأوعية الدموية. ولهذا السبب، تُعد هذه الدراسة مهمة".