في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
وجّه الاقتصادي الأميركي البارز بول كروغمان انتقادات حادة لإدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن قراراتها المتعلقة بالرسوم الجمركية ، خاصة حيال الصين ، متوقعا أن تخرج الولايات المتحدة خاسرة من حربها التجارية مع الدولة الآسيوية.
وفي أحدث فصول التصعيد الاقتصادي بين الطرفين، أعلن الرئيس الأميركي قبل أيام قليلة فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية بدءا من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وذلك ردا على إعلان بكين فرض قيود تصدير جديدة على المعادن النادرة والمنتجات التكنولوجية الحساسة الموجهة إلى أميركا.
وفي مقال على منصة "سبستاك" (substack)، قال كروغمان إن الرئيس ترامب قرر شن حرب تجارية على الصين منذ بداية فترته الرئاسية الثانية، وإن أميركا تتلقى حاليا ضربات قوية من الصين.
وفي السياق العام للمواجهة الاقتصادية بين البلدين، ذكر كروغمان أن الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس ترامب قبل 6 أشهر، في ما سماه "يوم التحرير"، كانت ضخمة وأعادت بشكل مفاجئ متوسط الرسوم الجمركية إلى مستويات عام 1934، مما اعتبره "خيانة كبرى لثقة العالم".
ولاحظ كروغمان أن الرئيس ترامب بدأ الآن يدرك أن دولا أخرى قادرة على الرد على قراراته وعلى الدخول في مواجهة تجارية كما هو حال الصين، التي اتخذت عدة قرارات كان أحدثها فرض قيود تصدير جديدة على المعادن النادرة والمنتجات التكنولوجية الحساسة.
ويرى كروغمان، الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد عام 2008، أن العامل الحاسم في هذه المواجهة هو الفرق الكبير بين سياستي البلدين الذي يكمن في أن الصينيين يبدون واعين بما يفعلون، على عكس الأميركيين.
وأضاف كروغمان، الذي كان إلى وقت قريب من أبرز كتاب الرأي في صحيفة نيويورك تايمز ، أنه كان متوقعا منذ البداية أنه إذا دخلت أميركا في حرب تجارية شاملة مع الصين، فإن الغلبة ستكون لبكين لأنها -في نظره- هي صاحبة الاقتصاد الأكبر من حيث القيمة السوقية.
إذا دخلت أميركا في حرب تجارية شاملة مع الصين، فإن الغلبة ستكون لبكين لأنها هي صاحبة الاقتصاد الأكبر من حيث القيمة السوقية
أوضح كروغمان أن ثمة ترابطا وثيقا بين اقتصادي البلدين، فالصناعة الصينية تعتمد إلى حد كبير على صادرتها الموجهة إلى الولايات المتحدة، في حين يعتمد الاقتصاد الأميركي على الصين في توفير المدخلات الأساسية، وعلى رأسها المعادن النادرة.
وبناء على هذا الترابط، يرى كروغمان أن أميركا أكثر عرضة للانهيار من الصين لأن الأخيرة قادرة على تعويض فقدان سوق التصدير الأميركية بسرعة، ولو جزئيًا، من خلال تحفيز الطلب المحلي، لكن أميركا قد تحتاج لعدة سنوات كي تتخلص من اعتمادها على الصادرات الصينية.
وأشار كروغمان إلى أنه قبل عام كانت الولايات المتحدة متقدمة على الصين في مجال العلوم والتكنولوجيا وكانت لها تحالفات دولية واسعة مبنية على قيم ومصالح مشتركة، لكن واشنطن بدأت تفقد تلك الأوراق بسبب سياسات الإدارة الحالية التي لا تدعم البحث العلمي الجاد وبدأت تفقد الكثير من الحلفاء الدوليين.
وخلص كروغمان إلى أنه بعد أن فقدت أميركا كل عناصر القوة التي كانت تتمتع بها سابقا والمتمثلة في ريادتها العلمية وتحالفتها الدولية، فإنها أصبحت ضعيفة أمام الصين، وستكون هي الخاسرة في الحرب التجارية بين الطرفين.