آخر الأخبار

مهنيون أميركيون يهربون إلى الخارج بحثًا عن فرص عمل

شارك

يتزايد قلق شريحة واسعة من المهنيين الأميركيين بشأن مستقبلهم الوظيفي وأمنهم الاجتماعي، هذا القلق لم يبقَ حبيس النقاشات المحلية أو وسائل الإعلام، بل ترجم على أرض الواقع عبر تزايد أعداد الباحثين عن فرص عمل وحياة مستقرة في الخارج.

وقالت صحيفة فايننشال تايمز إن موجة جديدة من الهجرة المهنية بدأت تتشكل، مدفوعة بما وصفه البعض بـ"المناخ السياسي السام" داخل أميركا.

وتشير المؤشرات إلى أن هذه الظاهرة لم تعد مجرد نزوح محدود أو فردي، بل باتت ملمحًا متناميًا يعكس اختلال الثقة بالاستقرار السياسي والاقتصادي في أكبر اقتصاد بالعالم.

قصص فردية تكشف دوافع الرحيل

وأوردت الصحيفة قصة سام فاكاس، البالغ من العمر 33 عامًا، والذي عمل محللًا في مجال المحاسبة الحكومية بواشنطن، بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض وبدء إدارته تقليص أقسام حكومية، قرر فاكاس الانتقال إلى لندن في يوليو/تموز، حيث حصل على وظيفة في قطاع التكنولوجيا خلال شهر واحد.

وقال: "حتى وإن كنت أحب عملي والمسار الذي أسير فيه، كان من الحكمة البحث عن فرص أخرى لأحتفظ بالسيطرة على حياتي".

أما فانيسا، البالغة 39 عامًا وتعمل محللة مخاطر مالية في سان فرانسيسكو، فأكدت للصحيفة أنها تقضي أمسيات طويلة في البحث عن فرص للخروج، وقالت: "أنا فخورة بالمسيرة التي بنيتها، لكن سياسات الإدارة الحالية مخيفة للغاية"، مشيرة إلى قلقها من قرارات الترحيل الجماعي ونشر الحرس الوطني في مدن كبرى.

كما تحدثت إيلين إيسولا، الكاتبة والطيارة والمستشارة، التي تعكف على استكمال طلب للحصول على تأشيرة رواد الأعمال في فرنسا لتوسيع نشاطها الاستشاري، وأوضحت أن "نتيجة الانتخابات الأخيرة حسمت قرارها"، مضيفة أنها اختارت فرنسا بسبب معاهدة ضريبية تحمي المغتربين الأميركيين من الازدواج الضريبي.

مصدر الصورة أوضح مهاجرون أن قرارات ترامب في مجال الرسوم الجمركية وعدم اليقين الاقتصادي دفعتهم للبحث عن استقرار خارج البلاد (شترستوك)

شركات هجرة وخبراء يرصدون طفرة في الطلب

وبحسب فايننشال تايمز، فإن شركات متخصصة في الاستشارات والهجرة لاحظت طفرة غير مسبوقة في الاستفسارات من الأميركيين.

إعلان

ويقول ماركو بيرمونيان، مؤسس شركة المساعدة في الحصول على الجنسية الإيطالية، "لم أرَ قط مثل هذا الاهتمام بالانتقال".

أما مارينا هينستروسا، مالكة شركة "بي إس" الإسبانية، فأكدت أن نشاطها "انفجر بعد انتخابات العام الماضي".

كما لفتت جين بارنيت، الشريكة المؤسسة لشركة إكسباتسي للاستشارات، إلى أن الظاهرة لم تعد مقتصرة على "أطراف سوق العمل"، بل شملت فئات من المهنيين الناجحين وذوي الكفاءات العالية، وقالت "ما نراه الآن هو أن الأشخاص الأكثر نجاحًا بدأوا يغادرون".

تحديات الرواتب والعمل عن بُعد

ورغم ذلك، نبه التقرير إلى أن صدمة الفوارق في الأجور تعيق بعض الطموحات، فأرقام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تشير إلى أن متوسط الأجور في أميركا بلغ 83 ألف دولار سنويًا في 2024، مقابل 61 ألف دولار في فرنسا، وهو ما يشكل فجوة أكبر في قطاعات مثل التكنولوجيا.

لذلك، أوضح بيرمونيان أن غالبية عملائه يحاولون الحفاظ على وظائفهم الأميركية والعمل عن بُعد من أوروبا، لكن ذلك يثير تحديات ضريبية واختلافات التوقيت.

وأظهرت دراسة لشركة روبرت هالف أن 12% فقط من الوظائف الأميركية كانت تسمح بالعمل عن بُعد بشكل كامل في الربع الثاني من هذا العام، ونسبة أقل وفرت إمكانية العمل من خارج أميركا.

كما أوضح مهاجرون أن قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مجال الرسوم الجمركية وعدم اليقين الاقتصادي دفعتهم للبحث عن استقرار خارج البلاد.

ورغم أن أعداد الأميركيين الذين يختارون الرحيل ما زالت محدودة قياسًا بحجم سوق العمل الأميركي، فإن ما كشفه تقرير فايننشال تايمز يؤشر إلى "نزيف غير متكافئ للكفاءات العالية".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار