يوم 3 أغسطس (آب) 1492، غادر المستكشف الإيطالي الأصل، المولود بمدينة جنوة، كريستوفر كولومبوس منطقة بالوس دي لا فرونتيرا (Palos de la Frontera) الإسبانية ضمن رحلته الشهيرة بهدف العثور على طريق جديدة نحو بلاد الهند. وخلال هذه الرحلة الأولى، تمكن كولومبوس من بلوغ جزر البحر الكاريبي بحلول 12 أكتوبر (تشرين الأول) 1492. وبتلك الفترة، ظن الأخير أنه قد بلغ بلاد الهند.
وقبل انطلاقه بهذه الرحلة عبر المحيط الأطلسي، أبرم كريستوفر كولومبوس اتفاقية مع كل من ملكة قشتالة إيزابيلا الأولى (Isabella I) وملك أراغون فيرديناند الثاني (Ferdinand II) لضمان تمويل رحلته الاستكشافية.
إلى ذلك، مثل كريستوفر واحدا من الأبناء الستة للنساج دومينيكو كولومبوس (Domenico Colombo). ومنذ الخامسة عشر من عمره، ركب كريستوفر البحار رفقة شقيقه الأكبر برتولوميو (Bartolomeo) الذي عمل كرسام خرائط بلشبونة بالبرتغال. وفي الأثناء، أبدى كريستوفر إعجابه الشديد بعالم البحار والاستكشافات عقب حصوله على خرائط قديمة من والده ومطالعته لكتابات ماركو بولو (Marco Polo) والكاردينال الفرنسي بيار دايي (Pierre d'Ailly) الذي ألف كتاب إماغو موندي (Imago mundi) المعروف أيضا بصور من العالم.
عقب عمله بالبحر الأبيض المتوسط لسنوات ومتابعته لرحلات المستكشفين، الذين عملوا لصالح البرتغال، حول القارة الأفريقية لبلوغ الهند، وضع كريستوفر كولومبوس خطة للعثور على طريق أقصر نحو بلاد الهند وذلك عبر الإبحار غربا. سنة 1484، عرض كريستوفر كولومبوس فكرته على ملك البرتغال جون الثاني (John II) إلا أنه لم يحصل على تأييد. وسنة 1486، عرض كولومبوس فكرته على حكام قشتالة إلا أن طلبه قد قوبل بالرفض.
ومع نهاية عملية السيطرة على غرناطة وسقوط الأندلس، عرض كريستوفر كولومبوس خطته مجددا سنة 1492 على كل من ملكة قشتالة إيزابيلا الأولى وملك أراغون فرديناند الثاني. وهذه المرة، حظي المستكشف الإيطالي بدعم لتنفيذ رحلته البحرية الجريئة.
بادئ الأمر، شكك المسؤولون المقربون من إيزابيلا الأولى في إمكانية نجاح مثل هذه الرحلة. وفي خضم هذه الشكوك، اقتنعت إيزابيلا الأولى بفكرة دعم رحلة كولومبوس عقب تدخل راهب توليدو (Toledo) هرناندو دي تالافيرا (Hernando de Talavera) الذي أقنعها أنها لن تخسر شيئا إذا فشلت الرحلة وأنها ستربح كثيرا في حال نجاحها.
يوم 17 أبريل (نيسان) 1492، أبرمت اتفاقيات سانتا في (Santa Fe) بين كل من إيزابيلا الأولى وفيرديناند الثاني من جهة وكريستوفر كولومبوس من جهة ثانية. وبموجب هذه الاتفاقيات، حصل كريستوفر كولومبوس على ألقاب أميرال ونائب الملك والحاكم العام، بالمستعمرات والمناطق التي سيتم اكتشافها، ولقب الدون (Don) الشرفي تزامنا مع تمويل سخي لرحلته الاستكشافية. من جهة ثانية، نصت الاتفاقيات على حصول كريستوفر كولومبوس على عشر الغنائم والثروات التي سيعود بها من رحلته.
وعلى الرغم من نجاحاته الاستكشافية، أعفي كولومبوس من مهامه كحاكم على جزر الهند، التي تمكن من بلوغها لصالح الإسبان خلال رحلاته الاستكشافية، بسبب سوء التصرف والإدارة. وخلال نفس العام، سجن الأخير لوهلة بقشتالة تزامنا مع فقدانه لعدد من ألقابه وقسم من ثروته. وعقب وفاته سنة 1506، قاد ابنه دييغو، وعدد من أفراد عائلته، مغامرة قضائية ضد التاج الإسباني لاسترداد ألقابه وممتلكاته. وقد استمرت هذه الرحلة القضائية لعقود دون أن تسفر عن شيء.