اضطر مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، إلى إغلاق مدرسة خاصة غير مرخصة كانت تعمل في تكتم داخل مجمعه السكني في مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا لمدة أربع سنوات.
وكانت المدرسة، التي حملت اسم "Bicken Ben School"، وهو اسم إحدى دجاجات العائلة، تخدم ما بين 30 و40 طفلًا بنظام مونتيسوري، الذي يركز على تطوير الطفل من خلال التعلم الذاتي، والاكتشاف العلمي، والتجربة المباشرة، وليس الاعتماد فقط على طريقة التدريس التقليدية.
ورغم سريتها، أثار المشروع لسنوات الكثير من الشكاوى والتحقيقات ورسائل البريد الإلكتروني الليلية من الجيران المستائين، الذين شعروا بالإحباط من تجاوز أقوى شخصية في وادي السيليكون لقواعد تقسيم المناطق، بحسب تقرير لموقع "Mashable" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business".
وما بدا في البداية كمجموعة لعب غير رسمية، سرعان ما تحول إلى مدرسة تعمل بكامل طاقتها بدون تصاريح. وبحلول عام 2022، تحول القلق الهادئ إلى استياء منظم، حيث اتهم السكان المدينة بمنح زوكربيرغ معاملة تفضيلية وتجاهل مخالفات تقسيم المناطق.
وكانت التوترات شديدة بالفعل بسبب سنوات من البناء، والوجود الأمني المكثف، والضوضاء حول مجمع زوكربيرغ المتنامي، الذي يمتد على مساحة 11 عقارًا.
وأفاد مفتشو المدينة بمراقبتهم من قبل حراس خاصين، مما زاد من استياء الجيران. وعندما تصاعدت الشكاوى بشأن المدرسة غير المرخصة عام 2024، طالب السكان المسؤولين باتخاذ إجراءات حيالها.
وأدت محاولات التسوية إلى نتائج عكسية. واقترح مدير التخطيط في بالو ألتو حلًا مؤقتًا مدروسًا بعناية، مما أثار غضب السكان الذين جادلوا بأن مالكي المنازل العاديين لن يحصلوا على مثل هذا التساهل.
وفي غضون ذلك، حاول الفريق القانوني لزوكربيرغ تبرير الفصول الدراسية باعتبارها "استخدامًا سكنيًا مناسبًا"، بل وفكر في تحويل المدرسة إلى حضانة أطفال مرخصة لتجاوز القواعد المحلية، لكن هذه الجهود تعثرت.
وبحلول أوائل عام 2025، أصدر مسؤولو المدينة موعدًا نهائيًا للإغلاق، محذرين من أن المدرسة يجب أن تغلق بحلول 30 يونيو وإلا ستواجه عواقب قانونية.
وأُغلقت المدرسة رسميًا في أغسطس 2025، على الرغم من أن متحدثًا باسم "ميتا" ادعى أنها "نقلت" فحسب، مما ترك الجيران متشككين ولا يزالون غير واثقين من المدينة والعائلة.
تُعدّ هذه الواقعة مثالًا نادرًا على اصطدام ثروات وادي السيليكون بالقوانين واللوائح المحلية الصارمة. وبالنسبة لسكان كريسنت بارك، يُمثّل إغلاق المدرسة انتصارًا طال انتظاره بعد سنوات من الإزعاج والمعايير المزدوجة.
المصدر:
العربيّة