نشر كالفن فرينش-أوين، وهو مهندس كان يعمل سابقا في " أوبن إيه آي " ولكنه استقال منذ أسابيع، تدوينة في مدونته الشخصية عن تجربة العمل في الشركة ونموها، وذلك وفق تقرير موقع "تيك كرانش" التقني.
ورغم أن فرينش-أوين لم يترك "أوبن إيه آي" بسبب أي مشاكل في الشركة أو بيئة العمل بداخلها، فإنه سلط الضوء على العديد من الجوانب التي لم تكن ظاهرة للعيان.
وفي مستهلّ حديثه، وضح فرينش-أوين أن شركة "أوبن إيه آي" نمت من ألف موظف إلى 3 آلاف موظف في عام واحد، وهو الأمر الذي تسبب في فوضى عارمة داخل الشركة بسبب سرعة النمو، وفق ما جاء في التقرير.
ويتابع قائلا "إن كل شيء ينهار عندما تقوم بالتوسع بهذه السرعة: كيفية التواصل كشركة، وهياكل إعداد التقارير، وكيفية إطلاق المنتج، وكيفية إدارة الأشخاص وتنظيمهم، وعمليات التوظيف"، حسب التقرير.
ويشير التقرير إلى أن "أوبن إيه آي" تعمل بشكل يماثل الشركات الناشئة الصغيرة، فالشركة تشجع موظفيها على اتخاذ القرارات وتنفيذها من دون وجود حواجز أو قيود كبيرة، ولكن هذا يعني أن مجموعة فرق تعمل على الشيء ذاته في الوقت ذاته.
كما أن الشركة ما زالت حتى اليوم تعتمد على بعض التطبيقات المستخدمة في الشركات الصغيرة مثل "سلاك" (Slack) للتواصل بين موظفيها.
ويضيف فريشن-أوين، حسب التقرير، أن مهارات البرمجة بين موظفي الشركة مختلفة ومتنوعة للغاية، بدءا من خبراء "غوغل" القادرين على كتابة أكواد تحتمل مليون عميل حتى عديمي الخبرة الذين لا يستطيعون كتابة الكود بشكل صحيح، وهذا جعل مستودع الكود المركزي، أو كما أشار إليه باسم "كتلة الواجهة الخلفية"، أشبه بمستودع غير منظم.
ويؤكد التقرير أن عمل فرينش-أوين في "أوبن إيه آي" كان متعلقا بنموذج "كوديكس" (Codex) وهو أداة برمجة تعتمد على الذكاء الاصطناعي على غرار "كورسر" (Cursor) وغيرها من الأدوات المماثلة.
ويوضح فرينش-أوين في تدوينته أن إطلاق الأداة تم في غضون 7 أسابيع فقط وبجهود فريق صغير مكون من 17 موظفا فقط، من بينهم 8 موظفين كانوا هم المسؤولين عن كتابة الكود البرمجي، وهو أمر لا يمكن تصديقه، وفق ما نشرته "تيك كرانش".
ويذكر التقرير على لسان المهندس أن أداة "كوديكس" تمكنت من جذب المستخدمين في اللحظات الأولى لإطلاقها، وهو أمر لم يشهده مسبقا أثناء عمله في البرمجة وإطلاق المنتجات البرمجية.
ويؤكد فرينش-أوين أن إدارة "شات جي بي تي" تراقب منصة "إكس" بعين حذرة كونها من أكثر الشركات التي تعرضت لانتقادات وتدقيقات خارجية، وفضلا عن ذلك تعمل الشركة في بيئة من السرية التامة لمحاولة الحفاظ على المنتجات البارزة سرية حتى يتم إطلاقها.
ولكن يرى فرينش-أوين، وفق ما جاء في التقرير، أن أكبر فكرة خاطئة منتشرة عن "أوبن إيه آي" هي أنهم لا يهتمون بالأمن والسلامة العامة، إذ تضم الشركة العديد من موظفي "أمن الذكاء الاصطناعي" المسؤولين عن مراجعة منتجات الشركة أمنيا بما يتضمن الأمور العملية مثل حظر خطاب الكراهية والإساءة والتلاعب بالتحيزات السياسية وصنع الأسلحة وإيذاء النفس.
ويختتم فرينش-أوين تدوينته واصفا بيئة العمل في "أوبن إيه آي" بقوله "إن المخاطر تبدو عالية حقا". ويذكر التقرير أن المهندس ترك العمل في الشركة لتأسيس شركته الخاصة الجديدة.