أعلنت شركة إنفيديا، المتخصصة في مجال تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي، عن استعدادها لاستئناف مبيعات شريحة H20 في السوق الصينية.
يأتي ذلك بعد فترة من التوترات التنظيمية التي أثّرت بشكل كبير على العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين.
وأكدت الشركة، عبر مدونتها الرسمية، أنها تقدّمت بطلبات للحصول على تراخيص من الحكومة الأميركية، متوقعةً الموافقة عليها قريبًا، ما يمهد الطريق لاستئناف عمليات التسليم في أقرب وقت ممكن، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".
وفي خطوة لافتة، كشفت "إنفيديا" أيضًا عن إطلاق رقاقة جديدة تحت اسم "RTX Pro"، صُممت خصيصًا لتتوافق مع اللوائح التنظيمية الأميركية، وتستهدف تطبيقات التصنيع الرقمي في السوق الصينية، بما في ذلك المصانع الذكية والخدمات اللوجستية.
تُعدّ شريحة H20 أقوى وحدة معالجة رسومية يمكن لشركة إنفيديا بيعها حاليًا للصين ضمن القيود الأميركية المفروضة على تصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
وعلى الرغم من أنها لا تُعدّ الأحدث من حيث الأداء، إلا أنها تحظى بإقبال واسع بسبب قوتها في تنفيذ مهام "الاستنتاج" وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الجاهزة.
شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى مثل "علي بابا" و"تينسنت" و"بايت دانس" سارعت خلال الأشهر الأولى من عام 2025 إلى شراء كميات ضخمة من هذه الرقائق، استعدادًا لأي تشديد إضافي في القيود.
بدأت الأزمة في أبريل الماضي عندما فرضت إدارة ترامب قيودًا على تصدير شريحة H20، في خطوة كان من الممكن أن تكلف "إنفيديا" ما يصل إلى 16 مليار دولار من الإيرادات.
إلا أن هذه القيود لم تدم طويلاً، إذ سرعان ما تراجعت الإدارة الأميركية بعد مشاركة الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جينسن هوانغ، في حفل عشاء فاخر مع الرئيس دونالد ترامب.
وبحسب تقرير نشرته شبكة "NPR"، جاء التراجع الأميركي بعد تعهد "إنفيديا" باستثمار 500 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة لبناء مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة، بالشراكة مع شركات كبرى مثل "TSMC".
لم تمر هذه الخطوات دون إثارة جدل في الأوساط السياسية الأميركية، حيث انتقد مشرّعون هذا التذبذب في السياسات، معتبرين أنه يضعف محاولات واشنطن للحد من تطور قدرات الذكاء الاصطناعي في الصين.
وأشار بعضهم إلى شركة ديب سيك الصينية الناشئة، التي استطاعت مؤخرًا بناء نموذج متقدم باستخدام شرائح H800 المحظورة.
وفي بيان صحفي، أوضح متحدث باسم "إنفيديا" أن الرئيس التنفيذي أجرى مؤخرًا لقاءات في كل من بكين وواشنطن، شدّد خلالها على "الفوائد العالمية" التي يمكن أن يحققها الذكاء الاصطناعي.
تعكس هذه الحادثة المعقدة حجم التحديات التي تواجه صناع القرار في الولايات المتحدة، في محاولاتهم لتحقيق توازن بين المخاوف الأمنية والمصالح الاقتصادية، في ظل سباق عالمي محموم على ريادة تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويبدو أن عام 2025 سيحمل المزيد من المنعطفات غير المتوقعة في هذا الصراع التكنولوجي المتسارع.