في قلب مدينة شنتشن الصينية، الواقعة شمال هونغ كونغ، ينبض سوق "هواكيانغبي" بالحياة والتقنية.
هذه المنطقة التي كانت في الماضي قرية صيد بسيطة، تحولت منذ تأسيسها في عام 1979 إلى ما يشبه "ديزني لاند" لمحبي التكنولوجيا ، حيث تجتمع العلامات التجارية الكبرى والأكشاك الصغيرة في مكان واحد.
إذا كنت تبحث عن سماعات "AirPods Pro" بسعر مخفّض، أو ساعة "Apple Watch" تعمل بنظام أندرويد، أو حتى شاشة هاتف بديلة بسعر لا يُقارن بمحلات الصيانة، فإن "هواكيانغبي" هي وجهتك.
الزائر يجد نفسه وسط تشكيلة مذهلة من المنتجات التقنية، من الأجهزة الأصلية إلى النسخ المقلدة، وكل شيء بينهما، بحسب تقرير نشره موقع "digitaltrends" واطلعت عليه "العربية Business".
هذا ما جعل السوق يوصف بأنه "الأكثر جنوناً في عالم الإلكترونيات".
كل الأسماء الكبرى في عالم الهواتف الذكية لها حضورها القوي في "هواكيانغبي".
"هواوي" تشغل عدة متاجر على بعد خطوات من بعضها بعضا، بينما تبرز "شاومي" بأربعة متاجر على الأقل في نطاق خمسة دقائق مشيًا.
حتى "DJI" – عملاقة الطائرات بدون طيار – تدير أكثر من متجر في الشارع ذاته.
أما "أبل"، فلها متجر رسمي، لكن تُحيط به عشرات المحال التي تروج لنفسها كموزعين معتمدين.
في المقابل، تظهر "سامسونغ" بخجل، من خلال متجر واحد متواضع نسبياً، في إشارة إلى تراجع تركيزها على هذا السوق أمام المنافسين المحليين.
ما إن تبتعد عن المتاجر الرسمية، حتى تدخل إلى عالم موازٍ من التجار والمفاوضات. الأكشاك المستقلة تملأ الشارع وتقدّم خيارات مغرية.
المساومة هنا جزء أساسي من التجربة، ومع قليل من المهارة قد تحصل على خصومات تصل إلى 20% على أجهزة حديثة.
لكن الحذر واجب، فبعض الأسعار تبدأ مرتفعة عمدًا.
من الأفضل أن تعرف السعر الحقيقي قبل الشراء، وتستعين بتطبيق ترجمة، لأن اللغة قد تكون عائقًا.
الأسواق الداخلية في "هواكيانغبي" تفيض بالبضائع.
مئات الأكشاك، آلاف المنتجات، كل زاوية تحمل شيئًا جديدًا.
المنتجات تتراوح من الأصلية إلى المقلدة، ومن الحديثة إلى المستعملة، الكل يعرض "AirPods"، والهواتف القابلة للطي متوفرة بأسعار لا تصدق.
وسيلة التفاوض؟ آلة حاسبة على الطاولة، يُعرض فيها السعر ويُخفض تدريجيًا حتى يتفق الطرفان.
لا تنتظر خصمًا 50%، لكن خصمًا بنسبة 10-15% ممكن جدًا، وأحيانًا يصل إلى 20%، مثل بيع هاتف "iPhone 16 Pro Max" بسعر يقل بـ 200 إلى 300 دولار عن سعره الرسمي.
ليست الهواتف وحدها ما يشتهر به السوق.
الطائرات بدون طيار، الأجهزة المنزلية، الكابلات، مجففات الشعر، كل ما يخطر في بالك من منتجات إلكترونية ستجده في "هواكيانغبي".
اللافت أن الكثير من الطائرات بدون طيار تُشبه نماذج "DJI" إلى حد التطابق، لكن أسعارها تقل بنحو 75%، ما يجعلها خيارًا مغريًا.
لمن يهوى التعمق أكثر، هناك مبانٍ مخصصة بالكامل لبيع المكونات.
إذا رغبت في تركيب هاتف من الصفر، ستجد القطع كافة، وإن كنت تبحث عن مورد لأجهزة مشروعك الناشئ، فهذا أفضل مكان تبدأ منه.
هواكيانغبي ليس مجرد سوق، بل تجربة فريدة تنبض بروح شنتشن المبتكرة، حيث يلتقي الشغف بالتقنية مع ثقافة التفاوض وسرعة التطور.