أعلنت شركة بريسيجن نيوروساينس (Precision Neuroscience)، الشركة الناشئة في مجال التكنولوجيا العصبية، يوم الخميس موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على أحد المكونات الأساسية لنظام الزرعات الدماغية الخاص بها، وهو إنجاز كبير للشركة التي تأسست قبل أربع سنوات.
وتعمل "بريسيجن" على بناء واجهة بين الدماغ والحاسوب، أو ما يُعرف بـ"BCI"، وهو نظام يفك تشفير الإشارات العصبية ويترجمها إلى أوامر للتحكم في تقنيات خارجية.
ووفقًا لموقع الشركة الإلكتروني، ستُستخدم واجهة "BCI" الخاصة بالشركة في البداية لمساعدة المرضى المصابين بشلل حاد على استعادة وظائف مثل الكلام والحركة، بحسب تقرير لشبكة "CNBC"، اطلعت عليه "العربية Business".
ورغم أن جزءًا فقط من نظام "بريسيجن" قد حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية يوم الخميس، إلا أن الشركة أوضحت، في بيان، أن ذلك يمثل أول موافقة تنظيمية كاملة تُمنح لشركة تُطور واجهة "BCI" لاسلكية.
ومن بين الشركات الناشئة البارزة الأخرى في هذا المجال شركة نيورالينك (Neuralink) التابعة لإيلون ماسك، وشركة سينكرون (وSynchron)، التي يدعمها مؤسس أمازون جيف بيزوس والمؤسس المشارك لمايكروسوفت بيل غيتس.
وقال بنجامين رابوبورت، الشريك المؤسس وكبير المسؤولين العلميين لشركة بريسيجن، في بيان: "هذه لحظة فارقة في مسيرة بريسيجن". وساهم رابوبورت أيضًا في تأسيس شركة نيورالينك التابعة لإيلون ماسك عام 2017 قبل مغادرته في العام التالي.
يُطلق على الجزء من نظام بريسيجن، الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية، اسم "Layer 7 Cortical Interface"، وهو مصفوفة أقطاب كهربائية دقيقة أنحف من شعرة الإنسان، وتشبه قطعة من شريط لاصق أصفر. وتتكون كل مصفوفة من 1024 قطبًا كهربائيًا يمكنها تسجيل النشاط الكهربائي على سطح الدماغ ومراقبته وتحفيزه.
وعند وضعها على الدماغ، تقول "بريسيجن" إن المصفوفة تتكيف مع السطح دون الإضرار بأي نسيج.
أجازت إدارة الغذاء والدواء الأميركية زراعة هذا الحزء في المرضى لمدة تصل إلى 30 يومًا، وستتمكن "بريسيجن" من تسويق هذه التقنية للاستخدام في البيئات السريرية.
ويعني هذا أن الجراحين سيتمكنون من استخدام المصفوفة أثناء العمليات الجراحية لرسم خريطة لإشارات الدماغ، على سبيل المثال. وليس هذا هو الهدف النهائي للشركة من هذه التقنية، ولكنه سيساعد الشركة على تحقيق إيرادات على المدى القريب.
وزرعت الشركة هذا الجزء مؤقتًا في 37 مريضًا حتى الآن، وكان ذلك لمرضى يخضعون بالفعل لجراحة دماغية لأسباب طبية.
والآن، وبفضل موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ستتمكن الشركة من جمع البيانات لفترات زمنية أطول بكثير، مما يساعدها على بناء أنظمة "BCI" تعمل بكفاءة.