آخر الأخبار

منتخب السودان من حصار مسلح داخل الفندق إلى التألق في كأس إفريقيا

شارك





فرحة منتخب السودان بعد الفوز على غينيا الاستوائية

تجاهل عمار طيفور، لاعب المنتخب السوداني، صوت إطلاق النار خارج غرفته في الفندق، وعاد ليستكمل النوم لارتباطه بمباراة كرة قدم.

لكن بعد ساعات، اندلع إطلاق النار مجدداً، وحاصر مسلحون فندق إقامة المنتخب في أم درمان، وسط السودان، في محاولة للسيطرة على المنطقة، لكن طيفور /28 عاماً/ لم يتخيل أن صوت إطلاق النار في شهر أبريل عام 2023 كان بداية لحرب ضارية ستودي بحياة عشرات الآلاف وتتسبب في تشريد الملايين.

عمار طيفور

قال طيفور لوكالة أسوشيتد برس (أ ب) خلال المشاركة مع منتخب بلاده في بطولة كأس الأمم الإفريقية: رأيناهم من النوافذ في جميع أنحاء الفندق يحملون أسلحة، وكانوا يُطلقون النار على طائرات الجيش، لقد فوجئنا كثيراً بما رأيناه.

ووجد طيفور وزملاؤه والجهاز الفني والطبي لمنتخب السودان أنفسهم تحت الحصار داخل الفندق لأكثر من يومين، مع نفاد إمدادات الطعام والماء، ولم يغادر أحد من أعضاء الفريق إلا بعد انسحاب المسلحين، ليعود طيفور إلى الولايات المتحدة باحثاً عن فريق جديد لاستكمال مسيرته مع كرة القدم.

وصفت الأمم المتحدة الحرب في السودان بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث اندلعت الحرب في أبريل 2023 إثر صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، لكن منظمات الإغاثة تقول إن العدد الحقيقي يبقى أضعاف ذلك، بخلاف نزوح أكثر من 14 مليون شخص مع تفشي الأمراض والمجاعة في أجزاء من السودان.

لكن المنتخب السوداني، المُلقب بـ "صقور جديان" صامد، وتأهل لكأس الأمم الإفريقية رغم خوض تدريباته ومبارياته خارج حدود البلاد، حيث تفوق على غانا ليحرمها من التأهل لكأس الأمم الإفريقية.

بالنسبة للعديد من السودانيين، أصبح المنتخب رمزاً للأمل والوحدة، ومصدراً للسعادة والهروب من ويلات الحرب.

قبل المباراة الأولى للمنتخب السوداني في كأس الأمم ضد الجزائر في العاصمة المغربية الرباط، انطلقت احتفالات الجماهير السودانية، رافعين أعلام البلاد وهم يحتفلون داخل السيارات، وهتفوا ورقصوا وهم في طريقهم إلى أماكن تجمع الجماهير.

منتخب السودان بات قريباً من التأهل إلى دور الـ 16 في كأس إفريقيا

من جانبه، قال محمد أبو عاقلة، لاعب منتخب السودان لوكالة أسوشيتد برس (أ ب): لقد دمرت الحرب أجزاء كثيرة من البلاد، وقتلت عدداً هائلاً من الأبرياء، اللعب والفوز بالمباريات يجلب السعادة لشعبنا في الوطن، ونحاول أن نرسم الابتسامة على الوجوه وفي القلوب وسط الصعوبات التي يعيشونها.

وأثرت الحرب أيضاً على مسيرة اللاعبين السودانيين، حيث اضطروا للعب في البلدان المجاورة مثل ليبيا، وتنافست الأندية في دوريات خارجية مثل موريتانيا ورواندا، وفاز الهلال بلقب الدوري الموريتاني.

وفي 2024، نظم الاتحاد السوداني لكرة القدم دوري النخبة، بمشاركة 8 أندية في مسابقة استمرت لمدة شهر.

وأضاف أبو عاقلة وهو يحبس دموعه "عمي كان مريضاً، ولم نتمكن من نقله إلى المستشفى لأن جميع المستشفيات حالتها تدهورت وسط النزاع".

وأكد اللاعبان أن الحرب الدائرة تمثل حافزاً لمنتخب السودان في الملعب، لأنهم يحملون عبء نضال مواطنيهم سواء في الداخل أو الخارج، ويشعرون بمسؤولية أكبر لتمثيل السودان الآن أكثر من أي وقت مضى.

خسر منتخب السودان مباراته الأولى في كأس الأمم الإفريقية أمام الجزائر، لكنه استعاد توازنه بالفوز 1 - صفر على غينيا الاستوائية يوم الأحد، وسط معاناة الفريق من كثرة الإصابات حيث يغيب قائد الفريق وثلاثة مهاجمين وظهير دفاعي.

وأحيا الفوز على غينيا الاستوائية آمال السودان في التأهل من المجموعة الخامسة، وذلك عندما يواجه بوركينا فاسو يوم الأربعاء، في الجولة الثالثة.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا