آخر الأخبار

كأس أمم أفريقيا 2025 تتحدث بلسان برتغالي

شارك

تشهد النسخة الحالية من كأس أمم أفريقيا بالمغرب حضورا لافتا للدول الأفريقية الناطقة بالبرتغالية، وهي الرأس الأخضر وأنغولا وغينيا بيساو وموزمبيق، ورغم أن النظرة الأوروبية غالبا ما تحصر البطولة في إطار التوقيت الزمني الشتوي أو المناخ المختلف، فإن الواقع الميداني يثبت أن هذه الدول بدأت تفرض منطقا كرويا خاصا يعتمد على إرثها اللغوي والثقافي المشترك مع البرتغال، لكن بقالب أفريقي متجدد.

تعد اللغة البرتغالية في هذه الملاعب أكثر من مجرد وسيلة تواصل، إذ تحولت إلى أداة لتنظيم الأداء التكتيكي وإدارة الانفعالات داخل الملعب، حيث إنه من الملاحظ أن المنتخبات الأفريقية الناطقة بالبرتغالية، في البطولة تتسم بالمرونة والقدرة على التكيف، مما يسمح للمدربين واللاعبين بالتعبير عن أسلوب لعب يمزج بين الانضباط الأوروبي والارتجال الأفريقي.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 كارلوس باليبا.. موهبة كاميرونية تمزج بين قوة بوغبا وعقل دي بروين
* list 2 of 2 شاهد.. محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا end of list

هذا التداخل اللغوي جعل البطولة تبدو مألوفة للمتابعين في البرتغال، ولكن بصورة أكثر حيوية وأقل تقيدا بالأنماط التقليدية الجامدة.

ويبرز منتخب الرأس الأخضر كنموذج للمنتخبات التي تلعب بهدوء وتوازن وتوزيع متقن للمجهود، حيث يظهر لاعبوه وعيا تكتيكيا كبيرا ودورانا دقيقا للكرة دون الوقوع تحت ضغوط التاريخ أو التوقعات الكبرى، مما يمنح أداءهم خفة تفتقدها أحيانا الفرق الأوروبية.

وفي المقابل، يظهر المنتخب الأنغولي بأسلوب أكثر حدة وصرامة، حيث تستخدم اللغة البرتغالية هناك كأداة للمقاومة والتنظيم الدفاعي القوي، مما يحول الملعب إلى ساحة للصمود البدني والتكتيكي.

أما منتخبات مثل غينيا بيساو وموزمبيق، فهي تمثل مرحلة التطور المستمر، حيث تظهر ملامح أنظمة لعب واعدة تحتاج إلى مزيد من الوقت للنضج.

وتعتمد هذه الفرق على لغة كروية مباشرة وصادقة تعكس طموحها في إثبات الذات داخل القارة، بعيدا عن التعقيدات التكتيكية المفرطة.

إعلان

إن القاسم المشترك بين هذه الدول هو تقديم الإيقاع على السيطرة المطلقة، ففي الوقت الذي يسعى فيه النظام الأوروبي للتحكم في كل تفاصيل المباراة، تعتمد الفرق الأفريقية الناطقة بالبرتغالية على التفاعل مع أحداث المباراة ولحظاتها المتغيرة.

وبحسب موقع "وان سبورت" الإلكتروني، فإن كأس أمم أفريقيا تبرهن بشكل مستمر على أنها لم تعد مجرد سوق لتصدير اللاعبين إلى الدوريات الأوروبية، بل أصبحت موطنا لهوية كروية مستقلة، وقد نجحت اللغة البرتغالية في إيجاد حياة ثانية لها داخل الملاعب الأفريقية، لا كمنظومة مفروضة، بل كصوت يعبر عن كرة قدم تعتمد على الحوار، والارتجال والتواصل العاطفي بين اللاعبين والجماهير، مما يقدم تذكيرا مهما بأن اللعبة في جوهرها لا تزال تعتمد على الشعور والانتماء قبل الأرقام.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا