آخر الأخبار

اكتشاف سبب مفاجئ للخرف يبدأ قبل ظهور الأعراض بعقود

شارك

كشفت دراسة جديدة عن سبب غير متوقع للخرف، مشيرة إلى أن عوامل معينة قد تبدأ بالتأثير على الدماغ منذ مراحل مبكرة من الحياة، قبل عقود من ظهور الأعراض المعروفة للتدهور العقلي.

صورة تعبيرية / Westend61 / Gettyimages.ru

واكتشف فريق البحث أهمية تجارب الطفولة على صحة الدماغ في مراحل لاحقة من الحياة، حيث تبين أن الوحدة التي يختبرها الأطفال قد تكون أحد العوامل المؤثرة في تسريع التدهور المعرفي وزيادة خطر الإصابة بالخرف مع التقدم في العمر. ووفقا للدراسة، فإن الشعور بالوحدة في الطفولة يرتبط ارتباطا مباشرا بتراجع الذاكرة والقدرات العقلية في منتصف العمر، حتى لدى الأشخاص الذين تخطوا مرحلة الوحدة في مرحلة البلوغ.

التفاصيل والمنهجية

الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين من جامعات في الصين وأستراليا والولايات المتحدة، بما في ذلك جامعتا هارفارد وبوسطن، شملت أكثر من 13500 بالغ. وركزت على تتبع صحة الدماغ لديهم على مدار سبع سنوات، من 2011 حتى 2018، من خلال اختبارات معرفية لتقييم التدهور المعرفي. وقد قام الفريق بتحليل كيفية ارتباط الوحدة في الطفولة بتراجع الذاكرة وزيادة خطر الإصابة بالخرف في مرحلة العمر المتقدمة.

نتائج الدراسة

أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تذكروا طفولة مليئة بالوحدة وغياب الأصدقاء المقربين كانوا أكثر عرضة بنسبة 41% للإصابة بالخرف مقارنة بمن لم يعانوا من العزلة في طفولتهم. كما اكتشف الباحثون أن الوحدة في الطفولة كانت مرتبطة بتراجع سريع في القدرات المعرفية، حتى لدى الأشخاص الذين لم يشعروا بالوحدة في مرحلة البلوغ.

الوحدة وتأثيراتها على الدماغ

قد يكون لتجربة الوحدة في الطفولة تأثير طويل الأمد على الدماغ، حيث يُعتقد أن العزلة المبكرة تضر بمراكز الذاكرة والتفكير في الدماغ. فالوحدة تعتبر عامل ضغط مزمن يؤدي إلى إفراز هرمونات ضارة قد تساهم في تدهور الوظائف المعرفية. وفي الوقت نفسه، تحرم الوحدة الأطفال من التفاعل الاجتماعي والأنشطة التي تساهم في بناء شبكات عصبية قوية تدعم الذاكرة والتفكير النقدي.

وتشير الدراسة أيضا إلى أن تجارب الطفولة السلبية، مثل الفقر أو العيش في بيئة منزلية غير مستقرة، ترتبط بشكل مباشر بضعف الوظائف الإدراكية في مراحل لاحقة من الحياة. وهذا يتماشى مع أبحاث أخرى أظهرت أن صدمات الطفولة قد تغير الدماغ بشكل مادي، ما يجعل الأفراد أكثر عرضة للتدهور المعرفي في مراحل متقدمة.

وتسجل الدراسة أيضا تزايد مشكلة الوحدة بين الأطفال والشباب في العصر الحديث، حيث أظهرت الأبحاث أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون عاملا في زيادة العزلة الاجتماعية.

الآفاق المستقبلية

تسلط النتائج التي توصل إليها فريق البحث الضوء على أهمية التدخل المبكر في مراقبة تأثيرات الوحدة على الأطفال وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم. وتؤكد الدراسة على ضرورة فهم التأثيرات الطويلة الأمد لتجارب الطفولة على صحة الدماغ، ما قد يساعد في الوقاية من التدهور المعرفي والخرف في المستقبل.

نشرت النتائج في مجلة JAMA Network Open.

المصدر: ديلي ميل

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار