نشرت بوابة "روسكوي أوروجي" مقالا يسلط فيه الخبير العسكري ألكسندر يميليانينكوف الضوء على طوربيد "بوسيدون" النووي الروسي، مراجعا إمكاناته وأبعاد استخدامه التكتيكية والاستراتيجية.
ما هو "بوسيدون"؟ وما الذي يجعله فريدا؟
يُعرَّف "بوسيدون" بأنه جهاز تحت مائي موجه ذاتي الانتحار، يشبه الطوربيدات الموجهة التقليدية من حيث المفهوم، لكنه يتفوق عليها بشكل كبير في المدى والسرعة وعمق الإطلاق، فضلا عن قوة رأسه الحربي الحراري النووي.
تؤكد تصريحات رسمية — ومنها تصريحات للرئيس بوتين — أن "بوسيدون" يتفوق في القوة وحتى في بعض النواحي على صاروخ "سارمات". وتُبرز هذه التصريحات أن ما يميِّز "بوسيدون" هو قدرته على الحركة بسرعات عالية وعلى أعماق تصل إلى نحو 1000 متر، ما يجعل اعتراضه صعبا للغاية.
يعتمد الجهاز في تشغيله على وحدة طاقة نووية معيارية مدمجة، يُفترض أن تكون مبنية على تصميم لمفاعل يعالج بالنيوترونات السريعة مع دائرة تبريد مغلقة وتوربينة بخارية متكاملة. أما تفاصيل تركيب المفاعل وطريقة نقل الطاقة إلى أعمدة الدفع أو نفاثات الماء، فتبقى معلومات حساسة وسرية لا تُفصح عنها المصادر العامة.
وعلى الرغم من وصفه كطوربيد "انتحاري"، يذكر الخبراء أنه مبدئيا قابل للإرجاع: أي أن هناك إجراءات يمكن من خلالها إيقافه أو إعادته إلى المياه الإقليمية الروسية في حال تغيير الأهداف، أو حدوث عطل، أو قرار بإلغاء المهمة، مع إمكانية خفض طاقة الوحدة النووية وجعله يطفو ليُرفع لاحقا بحذر. وتتوفر لدى البحرية الروسية سفن متخصصة قادرة على استرداد مثل هذه الأجهزة.
وللتباين، يشير المحللون إن الأمر يختلف تماما عن صاروخ "بوريفستنيك" المزود أيضا بمحرك نووي حيث لا توجد إمكانية لإعادة الصاروخ الذي تم إطلاقه بمرحلة التسريع بمكونات وقود تقليدية، عندما تم تشغيل الوحدة النووية ومحرك توربيني نفاث مسير على أساسها.
المصدر: روسيسكايا غازيتا
المصدر:
روسيا اليوم