آخر الأخبار

الاعتراف الصهيوني بـ "أرض الصومال".. صنعاء تكشف أبعاد المخطط الأمريكي الإسرائيلي

شارك

هذا الاعتراف الصهيوني بالكيان الانفصالي في منطقة أرض الصومال، اعتبره قائد حركة أنصار الله، عبد الملك بدر الدين الحوثي "خطوة عدوانية تندرج في إطار مؤامرات العدوّ الصهيوني على أمتنا الإسلامية أعلن العدوّ الإسرائيلي اعترافه بإقليم أرض الصومال ككيان منفصل عن الصومال في موقف عدائي يستهدف به الصومال ومحيطه الافريقي ويستهدف به اليمن والبحر الأحمر والبلدان التي على ضفتي البحر الأحمر".

وأضاف الحوثي في بيان له الإثنين أن "هذا التحرك العدواني الصهيوني الهادف إلى إيجاد موطئ قدم له في الصومال لاستهداف المنطقة، والهادف أيضًا إلى تفتيت دول المنطقة في خطة لا تقتصر على الصومال، بل عنوانها المعلن هو تغيير الشرق الأوسط وذلك كله مما يجب على أمتنا جميعًا التصدّي له بكل الأشكال"، مؤكدا أن "إعلان العدوّ الإسرائيلي بحدّ ذاته هو باطل ليس له أي قيمة في ميزان الحق ولا القانون، وهو عدوان بأهداف عدوانية وبرنامج عدائي، وهو من جهة مغتصِبة لا تملك المشروعية لنفسها فكيف بما تعترف به للآخرين".

وذكر البيان أن "العدوّ الإسرائيلي سيعمل من وراء ذلك إلى توسيع دائرة الاعتراف والتعاون معه من جهات وبلدان أخرى، ويسعى إلى أن يجعل من إقليم أرض الصومال موطئ قدم له لأنشطة عدائية ضد الصومال والبلدان الافريقية واليمن والبلدان العربية وبما يهدد أمن البحر الأحمر وخليج عدن، كما سيعمل على المزيد من التفكيك والتفتيت لبلدان أخرى بنفس الطريقة التي عملها في الصومال".


وأكد بيان قائد حركة أنصار الله على "ضرورة أن يكون الموقف العربي والإسلامي حازماً وجادّاً في الوقوف إلى جانب الصومال ومساندة الشعب الصومالي، وإفشال مساعي العدوّ الإسرائيلي والضغط على الخونة المتواطئين معه في إقليم أرض الصومال".. مضيفا: "نؤكد على موقفنا الثابت مع الشعب الصومالي الشقيق ضد العدوّ الإسرائيلي، وأننا سنتخذ كل الإجراءات الداعمة الممكنة للوقوف معه".

واعتبر قائد جماعة أنصار الله أن "أي تواجد إسرائيلي في إقليم أرض الصومال هدفًا عسكريًا لقواتنا المسلحة، باعتباره عدواناً على الصومال وعلى اليمن، وتهديداً لأمن المنطقة يجب اتخاذ الإجراءات الحازمة ضده، ولن نقبل أن يتحول جزءٌ من الصومال إلى موطئ قدمٍ للعدوّ الإسرائيلي على حساب استقلال وسيادة الصومال وأمن الشعب الصومالي وأمن المنطقة والبحر الأحمر".. داعيا كل البلدان على ضفتي البحر الأحمر وكذلك العالم العربي والإسلامي "أن يكون لهم جميعًا خطوات وإجراءات عملية؛ لمنع العدوّ الإسرائيلي من الاستباحة للصومال وسائر البلدان المسلمة والمستقلة".

وفقاً لموقف وزارة الخارجية في صنعاء، فإن ما يحدث اليوم في الصومال ليس مجرد شأن داخلي أو خلاف على حدود، بل هو جزء أصيل من المخطط الصهيوني الأوسع المسمى بـ "الشرق الأوسط الكبير"، حيث أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين بحكومة صنعاء، عبدالواحد أبو رأس، أن هذا المشروع يهدف إلى إعادة هندسة المنطقة عبر تفتيت الدول المركزية، وخلق كيانات هزيلة يسهل التحكم بها.

ويرى مراقبون أن الاعتراف الإسرائيلي بـ "أرض الصومال" هو الثمرة المسمومة لسنوات من العمل الاستخباراتي الذي مهدت له الإمارات، ليكون بمثابة "حصان طروادة" الذي يفتح ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب أمام الهيمنة الصهيونية المطلقة.

في الوقت الذي تحاول فيه الإدارة الأمريكية إظهار القلق أو التحفظ على الخطوات الإسرائيلية، أكد أبو راس أن هذه المواقف ليست سوى "تبادل أدوار" مدروس، موضحا أن الأمريكي شريك كامل في المؤامرة، وأن التصريحات الصادرة من واشنطن تهدف فقط لذر الرماد في العيون، بينما يتم تنفيذ المخطط الصهيوني على الأرض بدعم وغطاء أمريكي كامل لتجنيد الوكلاء المحليين وتثبيت القواعد العسكرية في المواقع الاستراتيجية المطلة على خليج عدن.

وانتقدت نائب وزير خارجية صنعاء بشدة ردود أفعال الأنظمة العربية التي اكتفت بإصدار "بيانات الاستنكار" الجوفاء، على اعتبار أن هذا الاكتفاء بالبيانات يمثل "تنصلاً عن المسؤولية وتواطؤاً مفضوحاً" لتمرير المشاريع الصهيونية، موضحا أن "الثغرات" التي ينفذ منها العدو الإسرائيلي اليوم هي نتاج مباشر لسياسات التبعية التي تنتهجها تلك الأنظمة للعدو الأمريكي والصهيوني، محذرة من أن المنطقة العربية مرشحة لمزيد من مشاريع التجزئة والتدخلات طالما استمر هذا التواطؤ المخزي الذي يمنح الاحتلال الجرأة على تمزيق الأوطان.

وعلى اعتبار أن الاعتراف الإسرائيلي بما يسمى "أرض الصومال" لن يمثل أي مكسب لإدارة منطقة أرض الصومال، بقدر ما سيزيد من تعقيد وضعها على المستوى الداخلي والإقليمي، فقد حذر أيو راس في تصريحه السلطة الحاكمة في "هرجيسا"، مؤكدا أن مراهنتهم على الكيان الصهيوني لن تحل مشاكلهم الداخلية، وأن "الارتماء في أحضان الصهيونية لا يمثل حلاً لمشاكلكم، بل هو خطأ استراتيجي وتاريخي سيجلب الكوارث التي لن تنتهي إلا بالقضاء على كل طموحاتكم وأحلامكم".

وتربط القراءة السياسية لحكومة صنعاء، والتي عبر عنها نائب وزير الخارجية عبد الواحد أبو راس، بين الأحداث الرهنة في مختلف الجبهات، معتبرة أن التصعيد الصهيوني في القرن الأفريقي يتزامن مع تحركات تخريبية في مناطق أخرى، مثل التفجيرات التي استهدفت مدينة حمص السورية، مؤكدا أن هذه الأحداث المتزامنة تهدف إلى "تشتيت الأنظار وصرف الانتباه عن العدو الحقيقي"، وتهيئة الساحة العربية لمزيد من التغلغل الإسرائيلي الأمريكي المشترك.

وفي ما يصفه محللون بأنه "لعب بالنار" في أكثر ممرات العالم حساسية، أعلنت حكومة الكيان رسمياً اعترافها بجمهورية "أرض الصومال" كدولة مستقلة، في سابقة هي الأولى من نوعها دولياً منذ عام 1991، مؤكدين أن هذا الاعتراف من شأنه أن يفجر صراعاً جيوسياسياً جديداً يضع أمن البحر الأحمر والملاحة الدولية في مهب ريح عاتية، وسط استنفار واسع من القوى المطلة على الضفة الأخرى للممر المائي، وعلى رأسها صنعاء التي سبق وأن فرضت حظرا بحريا على الملاحة الإسرائيلية لقرابة عامين، في إطار مساندتها لغزة في وجه العدوان الصهيوني عليها.



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا