آخر الأخبار

اليمن واستحقاقات السلام .. من يقف خلف تعطيل تنفيذ خارطة الطريق الأممية وما الأهداف ؟

شارك

وهو ما كانت قد أسست له خارطة السلام التي رعتها الأمم المتحدة، وتقاربت حولها جميع الأطراف، كأساس للحل الشامل للأزمة اليمنية، غير أن إتمام الاتفاق على مراحل خارطة السلام تلك تعثر مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وانخراط صنعاء في مواجهة هذا العدوان عبر إسناد المقاومة الفلسطينية وشن مئات العمليات العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي في البر والبحر.

ومنذ توقف المباحثات حول تنفيذ الخارطة الأممية في أكتوبر 2023، اتهمت حكومة صنعاء المملكة العربية السعودية بتجميد المباحثات حول هذا الملف، بتوجيهات أمريكية، وهو ما ثبت بعد ذلك من خلال محاولات الولايات المتحدة استخدام هذا الملف كورقة ضغط على صنعاء، لثنيها عن مساندتها للمقاومة الفلسطينية في غزة، بمواجهة العدوان الإسرائيلي، وذلك تصريحات لمسؤولين أمريكيين على رأسهم المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج، والتي تضمنت جميعها إشارات صريحة بأن ملف السلام في اليمن سيكون مرهونا بوقف صنعاء عملياتها العسكرية المساندة لغزة، وهو ما اعتبرته صنعاء حينها مساومة وابتزاز على موقفها الديني والأخلاقي والإنساني تجاه مظلومية غزة.

ورغم تأكيدات صنعاء المتكررة منذ عامين على حرصها على المضي في عملية السلام وتنفيذ الخارطة الأممية، وأن عملياتها المساندة لغزة تظل موضوعا منفصلا عن عملية السلام في اليمن، وتصريحاتها حول جهودها في مواصلة المضي في المراحل المتفق عليها من تلك الخارطة، والتي تخص معالجة الوضع الإنساني في البلاد، كإطلاق الأسرى والمعتقلين، ورفع الحصار عن الموانئ والمطارات، ودفع رواتب الموظفين، وفتح الطرقات، وغيرها من الإجراءات التي تمس حياة المواطن اليمني وتهدف إلى تخفيف معاناته، إلا أن الطرف الآخر المتمثل في الحكومة المعترف بها دوليا، ومن ورائها التحالف السعودي الإماراتي، لم يصدر منها ما يشير إلى تعاطيها مع تلك الدعوات من قبل صنعاء، كما أن جهود الأمم المتحدة كراعية لعملية السلام تراجعت إلا من تصريحات باهتة حول الوضع الإنساني في اليمن.

ومع توقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والهدوء الذي شهدته المنطقة، فاليمنيون اليوم يتطلعون إلى تحرك جاد نحو السلام، من جميع الأطراف المحلية والدولية المعنية بالملف اليمني، سواء أطراف الصراع المحلية أو الدول الإقليمية الداعمة لتلك الأطراف، أو ما يسمى بالرباعية الدولية بشأن اليمن "الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والسعودية والإمارات." وكسر الجمود الذي خيم على هذا الملف بسبب العدوان على غزة، وهو ما يعني أن الأطراف المتحكمة في هذا الملف وفي مقدمتها السعودية، مطالبة اليوم بالعودة إلى تحريك هذا الملف، كونها هي جمدته بتوجيهات أمريكية، خاصة وأن حجج وذرائع أمريكا لم تعد موجودة اليوم، بعد توقف الحرب في غزة، وتوقف عمليات الإسناد اليمنية.

وكثفت صنعاء دعواتها لاستئناف عملية السلام، مؤكدة أنه لن يكون في مصلحة أي طرف الاستمرار في عرقلتها، كم تضمنت تلك الدعوات التي جاءت على لسان قيادات حكومة صنعاء، وفي مقدمتهم رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، تحميل السعودية المسؤولية عن أي تلكؤ في العودة إلى تنفيذ استحقاقات السلام في اليمن، داعيا لها إلى "الانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى إنهاء العدوان والحصار، وتنفيذ استحقاقات السلام الواضحة". معتبرا ذلك "الحل الأقرب لقطع الطريق أمام من يستثمر في الحرب بين أبناء أمتنا خدمة لإسرائيل"

وفي المقابل يبرز السلام اليوم كاستحقاق لليمن، وهو ما ينادي به اليمنيون الذين طالت معاناتهم، وباتوا يرقبون أي بارقة أمل تبشر بقرب إنهاء معاناتهم، وبهذا فإن أي من الأطراف اليمنية سيقف عكس هذا الخيار سيكون محل اتهام من قبل ملايين اليمنيين بتعمد إطالة معاناتهم، والتحرك وفق أجندات خارجية تسعى لإطالة أمد الصراع في اليمن، وعرقلة أي توجه نحو إحلال السلام في البلاد.



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا