آخر الأخبار

صنعاء تنتصر لغزة .. ماذا قال الحوثي عن اتفاق وقف النار ؟

شارك

يرى الحوثي في اتفاق وقف إطلاق النار تجلياً صارخاً لفشل إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة في تحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسها منذ بداية عدوانها على غزة. وبرأيه، فإن اضطرار إسرائيل للقبول باتفاق وقف الحرب هو نتيجة مباشرة للصمود الأسطوري للمقاومة، لا سيما "حماس"، ما يكشف هشاشة التفوق العسكري الإسرائيلي أمام الإرادة الصلبة للفلسطينيين.

الحوثي يقرأ هذا الاتفاق لا كخطوة نحو تسوية، بل كمؤشر هزيمة، إذ يؤكد أن "ما أبدته المقاومة من صمود منقطع النظير" هو الذي أرغم الاحتلال على توقيع الاتفاق، بكلمات أخرى، الاتفاق ليس نهاية المعركة، بل دليل على أن المقاومة فرضت شروطها بحنكة وقوة، وهو ما يُعدّ انتصاراً استراتيجياً في ساحة المواجهة.

في ظل ما يعتبره كثيرون صمتاً أو تواطؤاً عربياً، أطل اليمن من قلب أزماته الداخلية ليبرز كموقف متقدم في دعم القضية الفلسطينية. عبد الملك الحوثي أشاد بثبات الشعب اليمني، مؤكداً أن اليمن لم يتزحزح عن مواقفه المبدئية، بل زاد من دعمه السياسي والميداني، عبر الزخم العظيم والتحشيد المستمر رغم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة.

ما يميز الموقف اليمني عن غيره هو أنه لم يقتصر على البيانات أو الحملات الإعلامية، بل تجاوزها إلى الفعل المباشر، سواء عبر التصريحات القوية، أو من خلال العمليات العسكرية ضد مصالح إسرائيل وحلفائها في البحر الأحمر، هذه المواقف أعادت تموضع اليمن كفاعل مؤثر في معادلة الصراع الإقليمي، رغم كل محاولات العزل والتهميش.

جانب مهم في كلمة الحوثي هو التطرق إلى مسار تطوير القدرات العسكرية، والذي يُعد جزءاً من استراتيجية الردع الأوسع، وفي هذا الشأن قال إن "العمل دؤوب ليل نهار"، كما وصفه، وهذا يشير إلى إدراك عميق لطبيعة المعركة المستمرة مع العدو الإسرائيلي، سواء في فلسطين أو في المنطقة بأكملها. الموقف لا يكتفي بالتضامن النظري، بل يقوم على أساس التحضير المستمر والتأهب لأي تصعيد، ما يخلق معادلة ردع لا يمكن تجاهلها.

ولعل تأكيده في قوله إن "قدراتنا ارتقت على كل المستويات" هو رسالة مزدوجة؛ الأولى للداخل اليمني لتأكيد صلابة الجبهة، والثانية للخارج، بأن اليمن اليوم قادر على التأثير المباشر في معارك الأمة، لا سيما حين يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.

في خضم الحديث السياسي والعسكري، لم يغفل الحوثي الجانب الإنساني، إذ شدد على ضرورة إيقاف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، هذا الخطاب يعكس عمق الالتزام الأخلاقي من جانب اليمن.

خطاب عبد الملك الحوثي جاء في توقيت دقيق، ليؤكد أن اليمن، رغم الحصار والحرب، لا يزال حاضراً في معادلات المواجهة الكبرى في المنطقة. بل وأكثر من ذلك، يشارك في صياغة مشهد سياسي وميداني جديد عنوانه: المقاومة لا تُهزم، والشعوب الحرة قادرة على فرض إرادتها.

هذا الحضور اليمني، الذي اتسم بالشجاعة والوضوح، يضعه في موقع متميز على خريطة المنطقة، ويؤهله ليكون صوتاً مركزياً في معركة التحرر العربي والإسلامي، في وقت تتراجع كثير من العواصم أمام الضغوط الغربية والإسرائيلية.



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا