آخر الأخبار

استراتيجية الضربات المتفرقة: تكتيك يمني يربك إسرائيل وحلفاءها

شارك

ـ تكتيك قائم على الاستنزاف:
وفق رؤية الخبير، فإن الهدف من هذه "الجرعات المتتالية" لا يقتصر على إلحاق الضرر بمواقع عسكرية أو لوجستية محددة، بل يتجاوز ذلك إلى إرباك أجهزة الأمن والاستخبارات وإجبارها على الانتشار الواسع بحثا عن ثغرات محتملة.
هذا النمط من العمليات يخلق حالة من الاستنزاف المستمر، حيث يضطر العدو إلى تخصيص موارد كبيرة للرصد والدفاع، في وقت قد لا يعرف فيه أين ومتى ستقع الضربة التالية.
ويشير عسكريون إلى أن هذه الطريقة أقرب إلى ما يوصف بـ"حرب الأعصاب"، إذ يتحول الضغط النفسي إلى عنصر لا يقل أهمية عن الخسائر المادية. فكل تأهب متواصل يستهلك طاقة وقدرة على التخطيط، ما يفتح المجال أمام الطرف المهاجم لالتقاط زمام المبادرة في اللحظة المناسبة.

ـ خلفية سياسية وعسكرية:
يأتي هذا النهج في سياق إقليمي مشحون، حيث تنعكس المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وحركات المقاومة في غزة على الجغرافيا الأوسع للمنطقة، ومنها اليمن. فمع تزايد الضغوط الدولية على تل أبيب جراء تداعيات الحرب، يُنظر إلى الضربات اليمنية المتفرقة باعتبارها ورقة إضافية تربك حسابات إسرائيل وتزيد من كلفة العمليات العسكرية الجارية.

ـ تحضير لـ "الضربة الكبرى"
الخبير العسكري لمّح إلى أن هذه الضربات ليست سوى تمهيد لـ "جرعة كبيرة ومتكاملة" في الوقت المناسب، يمكن أن تحمل طابعا أكثر تأثيرا وربما نوعيا. هذا التصعيد التدريجي يتيح للطرف المنفذ اختبار قدراته وتعزيزها، وفي الوقت نفسه يحافظ على عامل المفاجأة الذي يعد محوريا في أي مواجهة غير متكافئة.
المتابعون يرون أن هذا النمط قد يفضي إلى بناء معادلة ردع جديدة، لا تقوم على توازن السلاح المباشر، بل على القدرة على إرباك الخصم واستنزافه ومنعه من الشعور بالأمان حتى داخل مناطقه الأكثر تحصينا.

ـ انعكاسات على الأمن الإقليمي:
الخبير أشار إلى أن أثر هذه الضربات لم يعد يقتصر على إسرائيل وحدها، بل امتد إلى الولايات المتحدة ودول عربية ترتبط بعلاقات وثيقة مع تل أبيب. فحالة الارتباك الاستخباري التي تحدثها العمليات اليمنية تفرض على هذه الدول إعادة النظر في خطط الحماية البحرية والجوية، وتزيد من التكلفة المالية والعسكرية للانتشار في البحر الأحمر وباب المندب.
تحليل دوائر إقليمية يؤكد أن هذه الضربات، وإن كانت محدودة من حيث القوة النارية مقارنة بقدرات إسرائيل، فإنها تحمل تأثيرا سياسيا يتجاوز حجمها. فمجرد القدرة على تهديد خطوط الملاحة أو استهداف مواقع حساسة ولو بشكل متقطع، يكفي لإعادة رسم أولويات التحالفات الأمنية في المنطقة.
ويراهن المنفذون على أن طبيعة الحرب غير المتكافئة تسمح باستمرار هذه الضربات بكلفة منخفضة نسبيا، مع تحقيق مكاسب سياسية وإعلامية واسعة. وهو ما يجعل الاستراتيجية جذابة رغم المخاطر المحيطة بها.

ـ خلاصة:
الضربات النوعية التي ينفذها اليمنيون ضد أهداف إسرائيلية تمثل، وفق توصيف الخبراء، جزءا من استراتيجية مركبة تقوم على الردع، الاستنزاف، وبناء صورة سياسية. فهي ليست مجرد عمليات عسكرية، بل رسائل متعددة المستويات تستهدف إرباك الخصم وتعزيز الحضور الإقليمي في آن واحد. ومع أن بعض الخبراء يذهبون إلى أن فعاليتها قد تواجه اختبارات صعبة مستقبلا، إلا أن قدرتها على فرض معادلة جديدة في التوازنات الإقليمية تبدو مؤكدة على الأقل في المدى المنظور.

- نقلا عن عرب جورنال


الأكثر تداولا اسرائيل حرب غزة اليمن حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا