آخر الأخبار

صنعاء  تدفع ثمن مناصرتها لغزة .. فهل تنصر الدول العربية المستهدفة نفسها قبل فوات الأوان ؟

شارك

وعلى الرغم من الثمن الباهض الذي تدفعه صنعاء نتاج موقفها المناصر لمظلومية غزة، فإن هذا الموقف الذي تبنته صنعاء منذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر ٢٠٢٣ أصبح يمثل أيقونة عالمية وحكاية سيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته كمثال لمقارعة الظالم والانتصار للمظلومين، وهي الحكاية التي يرويها الأحرار اليوم في طول العالم وعرضه، حيث لا تذكر مظلومية الشعب الفلسطيني، إلا ويذكر معها الموقف اليمني الذي تفردت به صنعاء دونا عن كل دول العالم العربي والإسلامي، بل ومثل إحراجا لكل القوى الدولية وفضحا لتمالؤها وتواطؤها مع جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني عامة وقطاع غزة بشكل خاص.

وفيما يستمر الموقف العربي في الذي لم يغادر المطقة الرمادية، يصرح الكيان الإسرائيلي عبر رئيس وزرائه أنه مستمر في تنفيذ مشروع إسرائيل الكبرى، فيما ما لم يرتق موقف الدول العربية المستهدفة في هذا المشروع إلى المستوى المتوقع أو المفترض، واكتفت بعضها بالإبلاغ عن انزعاجها وطلب التوضيح حول هذه التصريحات، فيما التزمت بعضها الصمت تجاهه

ويمثل موقف صنعاء في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ قرابة عامين والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان، الموقف المفترض من جميع الدول العربية، وخاصة التي يمثل استمرار العدوان الإسرائيلي خطرا عليها وجرس إنذار لها بأنها قد تكون الهدف التالي، غير أن الموقف المتخاذل من قبل الدول العربية وأنظمتها يغري إسرائيل بالاستمرار في عدوانها وجرائمها الوحشية، ويشجعها على المضي في مخطط ضم قطاع غزة والضفة الغربية ومن ثم التوجه لاستكمال مشروع دولة إسرائيل الكبرى التي صرح نتنياهو قبل أيام قائلا للقناة 14 الإسرائيلية إنه يرتبط بما أسماه إسرائيل الكبرى، وأنه يؤمن بأنها مهمة تاريخية وروحية

وفي ضوء التطورات الجارية واستمرار الكيان الإسرائيلي في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وتحركاته في الجنوب السوري ومناطق جنوب لبنان، فإن تلك المعطيات تشير إلى أن الكيان الإسرائيلي لن يتوقف ولن تتوقف أطماعه ومخططاته في المنطقة إلا بموقف عربي مماثل للموقف اليمني وهم ما ليس مرجحا في ظل التخاذل العربي الحاصل تجاه جرائم الكيان الإسرائيلي في غزة، وهي كما يبدو الحقيقة المرة، التي تتعمد الأنظمة العربية الحالية التغافل عنها وإن كان تدرك أن ذلك لن يطول إذا ما استمر موقفها المتخاذل كما هو عليه.



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا