آخر الأخبار

صنعاء تُصعّد في البحر ..  هجمات دقيقة ومعقدة تؤكد فشل الردع الأمريكي والإسرائيلي

شارك

وأظهرت الهجمات الأخيرة تطورا نوعيا لافتًا في القدرات البحرية والتكتيكية، سواء من حيث الدقة، أو التكرار الزمني، أو التنوع في وسائل التنفيذ، وصولًا إلى نتائج ميدانية مباشرة، تمثلت في إغراق سفينتين تجاريتين خلال أيام قليلة، وتعطيل حركة ملاحية في بعض النقاط الحساسة.

ـ رسائل بحرية بالنار:

مع بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر الماضي 2023، أعلنت صنعاء انخراطها العسكري في مسار "نصرة الشعب الفلسطيني"، إلا أن طبيعة العمليات في البداية كانت رمزية ومحدودة نسبيًا، استهدفت سفنًا مرتبطة بإسرائيل أو وجهتها موانئها، لكنها شهدت تطورا هائلا بعد ذلك.

تطور العمليات اليمنية آخر في التصاعد، يوما بعد آخر، فخلال أقل من 10 أيام، أعلنت صنعاء تنفيذ عدة عمليات بحرية ناجحة، استخدمت خلالها طائرات مسيرة متقدمة، وزوارق مفخخة، وصواريخ بحرية دقيقة التوجيه. وتم تأكيد إغراق سفينتين على الأقل.

الضربات البحرية الأخيرة لم تكتفِ بإثبات القدرة الهجومية، بل بعثت برسائل واضحة تتعلق بفشل محاولات الردع الأمريكية والإسرائيلية، خصوصا بعد أشهر من الغارات الجوية المشتركة على مواقع في صنعاء والحديدة وتعز وغيرها، بدعوى "تحييد قدرات الحوثيين البحرية".

ـ تكتيكات متطورة ومعارك متعددة المستويات:

التحول النوعي في عمليات قوات صنعاء لم يأتِ فقط من حيث النتائج الظاهرة، بل من خلال تغير في تكتيك التنفيذ. فوفق مصادر ملاحية غربية، باتت الهجمات اليمنية:

تعتمد التمويه الإلكتروني لشل أنظمة الملاحة مؤقتًا،

وتنفذ بشكل متزامن عبر أكثر من وحدة (مسيرات وزوارق وصواريخ)،

إضافة إلى اختيار أهداف ذات قيمة استراتيجية وليس عشوائية.

وأشارت شركة "لويدز" البريطانية، المتخصصة في تأمين السفن، إلى أن "درجة الخطر في البحر الأحمر ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ بداية الأزمة"، بعد أن باتت العمليات "أكثر دقة وتخطيطًا مما كان عليه الحال في الشهور الماضية".

في المقابل، لم تنجح الغارات الأمريكية والإسرائيلية على أهداف مفترضة في اليمن في كبح الهجمات التي تستهدف إسرائيل، بل يقول مراقبون إنها زادت من زخمها، إذ تسارع تنفيذ الهجمات اليمنية بعد كل محاولة قصف لمواقع داخلية.

ـ من الدفاع إلى المبادرة

تؤكد مصادر عسكرية يمنية أن طبيعة العمليات الحالية ليست دفاعية فقط، بل "جزء من سياسة ردع متصاعدة تهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة، وفرض معادلات جديدة على الأرض وفي البحر". وتعتبر صنعاء أن "المعركة لم تعد تُدار في غزة وحدها، بل في نطاق جغرافي أوسع.

وفي هذا السياق، لم تعد القوات اليمنية تستهدف فقط السفن المرتبطة بإسرائيل تجاريًا، بل توسعت دائرة الاستهداف لتشمل شركات النقل المتعاملة معها أو حتى تلك التي تتجاهل التحذيرات اليمنية، بحسب بيانات رسمية.

ـ التحدي الأكبر للتحالف منذ بدء العمليات:

يشير خبراء عسكريون إلى أن العمليات الأخيرة وضعت الولايات المتحدة وإسرائيل أمام تحدٍ فعلي في البحر، حيث لا تبدو خيارات الرد متاحة بسهولة، خاصة مع تجنّب واشنطن الانخراط في مواجهة بحرية مباشرة، خوفًا من تداعيات إقليمية أوسع، ولإدراكها بأن القوات اليمنية باتت تمتلك بنية بحرية هجومية متماسكة وقادرة على التمويه والتحرك بأقل التكاليف.

كما أن الاعتماد المتزايد على الطائرات المسيّرة والصواريخ منخفضة التكلفة يمنح صنعاء مرونة تكتيكية عالية في مواجهة قوى تفوقها تقنيًا، ويجعل من الصعب القضاء تمامًا على قدراتها.

ـ تحالف العدوان في مأزق:

الرسالة التي ترسلها صنعاء من البحر واضحة: لا أمن للملاحة الإسرائيلية ما دام العدوان على غزة مستمرًا. ومع استمرار الفشل في تحجيم قدرات اليمن البحرية، واستمرار الدعم العلني لغزة من قبل صنعاء، فإن البحر الأحمر يتجه ليكون ساحة اشتباك مفتوحة، ليس فقط عسكريًا، بل اقتصاديًا وسياسيًا أيضًا.


* نقلا عن عرب جورنال


الأكثر تداولا اسرائيل سوريا بشار الأسد

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا