وأشار التقرير إلى أنه "بعد وفاة الشيخ زايد عام 2004، تغير موقف الإمارات بشكل جذري. تحت قيادة ولي العهد محمد بن زايد، أصبحت الإمارات قوة تدخلية تستخدم الثروة والسلاح والوكلاء لزعزعة استقرار المنطقة ونشر الصراع والحرب في سعيها للننفوذ."
ولعبت أبوظبي دورًا فعالًا حيث نشرت طائرات مقاتلة من طراز إف-16 وميراج 2000 من قواعد حلف شمال الأطلسي في إيطاليا لشن غارات على الأراضي الليبية. ولأول مرة في تاريخها، شاركت الإمارات في حرب ضد دولة عربية شقيقة، ليس ردًا على عدوان واضح، كما كان الحال مع غزو العراق للكويت عام 1990، بل تحت مبررات أكثر غموضًا. وجادل العديد من المراقبين أنه لو كان الشيخ زايد - الذي حافظ على علاقات وثيقة مع القذافي - على قيد الحياة، لكان قد رفض بشدة أي هجوم عسكري على عاصمة عربية، خاصةً هجوم يُنفذ بقيادة قوى غربية.
بعد انتهاء الحرب الأهلية الليبية الأولى أواخر عام 2011، واصلت الإمارات تمويل وتسليح بعض الجهات الفاعلة غير الحكومية، مما قوض جهود بناء حكومة مستقرة وموحدة، وهي أزمة لا تزال دون حل حتى اليوم. كذلك، تستمر أبوظبي في دعم الجنرال خليفة حفتر، وفي الوقت نفسه، شاركت في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن منذ عام 2015، إلا أن التحالف فشل في تحقيق أهدافه، حيث حافظت حركة أنصار الله على سيطرتها على مساحات واسعة من اليمن.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن أبوظبي تدعم حاليًا قوات الدعم السريع في السودان، وهي جماعة شبه عسكرية تشارك في حرب مع القوات المسلحة السودانية. منذ عام 2021، استفادت قوات الدعم السريع من تمويل ضخم وأسلحة، بما في ذلك طائرات مُسيّرة ومرتزقة، مما مكّنها من مواجهة الانتقال الهش إلى الحكم المدني. وقد واجهت أبوظبي اتهامات من الجزائر بالتدخل في شؤونها الداخلية، مما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين.
وواصل التقرير أن "أعمق إهانة لإرث الأب المؤسس لدولة الإمارات جاءت في سبتمبر 2020، عندما أعلنت أبوظبي بشكل غير متوقع انضمامها إلى اتفاقيات إبراهيم، وتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي. وبالنسبة للعديد من المراقبين، مثّلت هذه الخطوة تراجعًا صارخًا ورفضًا للمبادئ العربية والإسلامية التي طالما دافع عنها الشيخ زايد."
وأشار التقرير الى ان " تحول الإمارات من دولة عربية حذرة في عهد الشيخ زايد إلى قوة إقليمية خفية تستخدم الطائرات المسيرة والوكلاء والنفوذ السري، يمثل انحرافًا عميقًا عن مبادئها التأسيسية، وبينما تسعى أبوظبي لتحقيق طموحاتها من خلال حروب تُخاض عن بُعد، فإنها لا تُقوّض الاستقرار الإقليمي فحسب، بل تُقوّض مكانتها الدولية أيضًا، وما لم تعيد الإمارات تقييم نهجها، فإن تكاليف هذه النزعة العسكرية سوف تستمر في التأثير على منطقة الشرق الأوسط وخارجها، تاركة وراءها مجتمعات متصدعة وآمالاً محطمة في تحقيق سلام دائم، وأعاد تشكيل المنطقة لصالح إسرائيل بطرق كان من المرجح أن يجدها الشيخ زايد مثيرة للقلق الشديد".