آخر الأخبار

الحوثي يوجه رسالة تحذيرية 

شارك

وأشار الحوثي إلى أن هذا الواقع يمثل حالة ضعف غير مسبوقة، تتمثل في استمرار الجرائم الصهيونية وسط صمت دولي وعربي، حيث مر أكثر من 21 شهراً من الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مستهدفاً المدنيين والمدارس ومراكز الإيواء والمساعدات الإنسانية، موضحاً أن جيش الاحتلال ارتكب 26 مجزرة خلال 48 ساعة فقط، في مشهد غير مسبوق في وحشيته، بدون أي تدخل جاد من المؤسسات الدولية أو الحكومات العربية.

كما أبرز فشل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية في وقف المجازر الإسرائيلية في غزة، ما يكشف أنها أصبحت أدوات في يد القوى الاستعمارية، خصوصاً أمريكا وبريطانيا، وشريكة في إبقاء الوضع كما هو، مؤكداً أن أي رهان على هذه المؤسسات يُعدُّ خطأً فادحاً.

غياب التحرك الرسمي الفاعل، واكتفاء معظم الدول بالتنديد أو الصمت أو حتى التواطؤ، اعتبره الحوثي انحداراً في القيم الإنسانية خصوصاً لدى بعض الشعوب العربية، التي لم تعد تتحرك أو تتفاعل مع قضاياها الكبرى ومقدساتها، لافتاً إلى أن المشروع الصهيوني لا يستهدف فلسطين فقط، بل يمتد ليشمل: المسجد الأقصى، الحرمين الشريفين، والهوية الدينية والثقافية للأمة، مؤكداً أن ما يحدث في الأقصى وسوريا ولبنان والضفة هو جزء من مخطط مدروس لإعادة رسم خريطة المنطقة لصالح "إسرائيل الكبرى".

في ظل استمرار هذا الواقع وتأثيره على مستقبل الأمة، أشار الحوثي إلى أن البقاء على هذه الحال من التخاذل والجمود، سيجعل الخطر يتعاظم، وإذا حُسمت المعركة في غزة لصالح الاحتلال، فستُصفى القضية الفلسطينية نهائياً، ويُشرعن الاستيطان، وتُزال فكرة الدولة الفلسطينية من الخطاب السياسي العالمي.

الحوثي وجه تحذيراً بالغاً بأن العدو الإسرائيلي لن يتوقف عند حدود فلسطين، بل سيتجه إلى: الأردن، لبنان، سوريا، وحتى مكة والمدينة، وفقاً لمخطط "الهيكل" و"الشرق الأوسط الجديد"، مؤكداً أن القبول بمعادلة الاستباحة يعني خسارة الحرية والكرامة والهوية، وتحول الشعوب إلى أدوات في يد الاحتلال وحلفائه.

تميزت كلمة قائد أنصار الله بالوضوح في الرؤية، والصراحة في توصيف العدو، وتأكيد الثبات على الموقف اليمني، من خلال الإسناد الميداني العملي لقطاع غزة، والذي يتمثل في تنفيذ عمليات عسكرية ضد الكيان الإسرائيلي باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، وفرض الحظر البحري الفعلي على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وهي خطوة غير مسبوقة عربياً، كما يظهر موقف شعبي ورسمي موحد، من خلال التظاهرات المليونية والمشاركة الجماهيرية في المناسبات الدينية والسياسية، والتي تجسد الوعي الجمعي للشعب اليمني، وتحوله إلى بيئة حاضنة للموقف المساند للفلسطينيين.

الحوثي رسم خارطة طريق واضحة لأبناء الأمة للخروج من دائرة الخطر الإسرائيلي المتربصة بها، من خلال تبني خيار المقاومة لا الاستسلام، مؤكداً أنه لا وجود لسلام مع العدو الإسرائيلي، بل هناك استسلام مذل. والسبيل الوحيد لحماية الأمة هو في التوجه الجهادي الواعي، لافتاً إلى ما أسماه بالنموذج الإيراني كمثال على فاعلية الردع، حيث أجبرت القوة الصاروخية العدو الإسرائيلي على وقف العدوان.

خلاصة القول: يمثل خطاب قائد أنصار الله، عبدالملك الحوثي، رؤية شاملة وموقفاً صلباً في وجه مشروع استعماري صهيوني بات علنياً ووحشياً، ويشكل جرساً تحذيرياً ونموذجاً عملياً لما يمكن أن تكون عليه الأمة إذا أرادت أن تنهض لمواجهة الخطر القادم، حيث أن استمرار التخاذل سيجعل من كل بلد عربي هدفاً لاحقاً للمشروع الصهيوني، ولن يحميهم لا الحياد ولا التطبيع، أما من يسير على نهج اليمن المقاوم فإنه يحمي نفسه، ويدافع عن أمته ويكتب بدمه صفحة من صفحات الكرامة والحرية، فالعدو "لا يخشى المواقف الضعيفة، لكنه يحسب ألف حساب لمن يتجه للجهاد، ويستعد ويصبر ويثبت، ويتوكل على الله".



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا