آخر الأخبار

لماذا على دول الشرق الأوسط مساندة إيران في مواجهة العدوان الصهيوني المدعوم غربيا ؟!

شارك

الهدف الاستراتيجي من حالة عدم الاستقرار التي أفرزها العدوان الإسرائيلي المدعوم غربيا منذ أكتوبر 2023، كان واضحا منذ البداية، حيث ضرح به رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ الساعات الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، بأن الهدف هو "تغيير وجه الشرق الأوسط"، ولا يزال يردده حتى الآن، بعد العدوان على إيران آخر الأسبوع قبل الماضي، وهو ما يؤكد أن هذه الحرب كان مخططا لها منذ سنوات، وأن هدفها واحد سواء كان العدوان على غزة أو على لبنان أو على اليمن، أو على سوريا، أو على إيران، أو أي دولة أخرى من دول المنطقة.

ونظرا لإدراك ذلك السيناريو المرسوم لمنطقة الشرق الأوسط، فإن السؤال الأبرز الذي بات يتردد في الأوساط السياسية والإعلامية هو: "من التالي؟"، في إشارة إلى أن الغرب بزعامة أمريكا لن يعدم الذريعة لشن حرب عدوانية على أي دولة من دول المنطقة، وهي جميعها دول عربية أو إسلامية، ما يشير إلى أن المخطط الغربي بات مكشوفا ومدركا لدى الدول والأنظمة في المنطقة، ولم يعد مبررا أي تجاهل له من قبل هذه الدول والأنظمة، بل إن رد الفعل الطبيعي والمنطقي هو العمل على التصدي لهذا المخطط، عبر التوحد ومواجهة أي مشاريع تخدمه، فالعدو اليوم واحد ويستهدف كل الدول على السواء.

وفيما تواصل إسرائيل هجماتها العدوانية على إيران، وفي انتظار انضمام أمريكا رسميا إليها في هذه الحرب، لا يزال عدوانها وحصارها لغزة متواصلا، ولا تزال هجماتها الاستفزازية في لبنان ومناطق جنوب سوريا مستمرة، وهو ما يؤكد المضي في تنفيذ المخطط الذي لا يتوقف عند دولة بعينها، بل سيشمل المنطقة كلها، وفقا لما تعكسه المؤشرات، فالأردن ومصر لا تزالان في دائرة الاستهداف، ولا يمكن التنبؤ بحدود ما هو مرسوم للمنطقة ككل.

ورغم بوادر استشعار دول المنطقة لخطورة المخطط الغربي الذي يجري تنفيذه منذ قرابة عامين، والذي انعكس في المواقف المعلنة من قبل الدول العربية والإسلامية في منطقة الشرق الأوسط، والمتمثل في إدانة ورفض العدوان الصهيوني المدعوم غربيا على إيران، فإن المرحلة تتطلب مواقف متقدمة، خاصة وأن حلفاء إيران كالصين وروسيا لم يبدر منها حتى الآن موقف جدي لدعم إيران في مواجهة هذا العدوان، ولا سيما مع تزايد المؤشرات بقرب انخراط أمريكا رسميا في العدوان على إيران، وهو الأمر الذي يهدد بتصاعد كبير للعنف في المنطقة، خاصة وأن إيران قد أعلنت أنها لن تتردد عن استهداف جميع المصالح الأمريكية في نطاق منطقة الشرق الأوسط، وبذلك فإن التدخل الأمريكي المباشر- في حال حدث- سيمثل تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار دول المنطقة .



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا