آخر الأخبار

تهديدات يمنية غير مسبوقة وعجز إسرائيلي واضح

شارك

وزارة الدفاع في حكومة صنعاء وجهت تحذيرات مباشرة إلى المستثمرين والشركات الأجنبية العاملة داخل إسرائيل، داعية إياهم إلى مغادرة "الكيان الصهيوني"، تجنباً لضربات وشيكة، حيث أكد مصدر في الوزارة أن الصواريخ الباليستية اليمنية مزودة برؤوس حربية متعددة قابلة للانشطار بعد الاعتراض، الأمر الذي يجعل منظومات الدفاع الإسرائيلية مثل "القبة الحديدية" عديمة الفعالية.

هذه التصريحات تمثل تحدياً مباشراً للردع الإسرائيلي، وتدل على أن الحوثيين انتقلوا من الخطاب السياسي إلى التهديد العملي بتوسيع رقعة الاستهداف.

قائد "أنصار الله"، عبد الملك الحوثي، أعلن الخميس الماضي، أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيداً أكبر في العمليات العسكرية ضد إسرائيل، مؤكداً أن الهجمات ستكون أكثر "فعالية وتأثيراً"، وهو تصريح يرفع مستوى التهديد ويعكس ثقة متزايدة بقدرات قوات صنعاء.

رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، صرّح بأن اليمن بدأ اتخاذ إجراءات تقنية وعسكرية للتعامل مع المقاتلات الإسرائيلية التي شاركت في قصف اليمن، مشيراً إلى أن مسارات هذه الطائرات أصبحت مناطق خطرة بالنسبة لأي شركة طيران أو ملاحة جوية، كما هدد بأن الدفاعات الجوية اليمنية سوف تتعامل مع الطائرات الإسرائيلية، بما فيها المقاتلات المتقدمة من طراز F-35، مشيراً إلى أن تلك الطائرات تلجأ للاختباء خلف الطيران المدني لتفادي الاستهداف.

هذه التصريحات تؤكد وجود نية يمنية واضحة لتعطيل حركة الطيران الحربي الإسرائيلي، سواء عبر اعتراض الطائرات أو فرض قيود على الملاحة الجوية، وهي سابقة في قواعد الاشتباك الإقليمي.

وفي ما يخص الرد الإسرائيلي على هذه التهديدات، فحتى الآن جاء باهتاً، فبينما تشن إسرائيل غارات على مطار صنعاء، تبدو غير قادرة على حسم الاشتباك أو ردع التهديد المتصاعد، واعتماد إسرائيل على التفوق الجوي لا يبدو كافياً، خصوصاً مع إعلان صنعاء قدرتها على التعامل مع الطائرات الشبحية والتلميح إلى إمكانية إغلاق المجال الجوي أمام الطيران الحربي الإسرائيلي.

بالإضافة إلى ذلك، تزامنت التهديدات اليمنية مع وضع سياسي هش في إسرائيل، حيث تُواجه حكومة نتنياهو أزمة داخلية متفاقمة على خلفية الحرب في غزة، وعجزاً واضحاً عن تحقيق إنجاز استراتيجي حاسم هناك، ما ينعكس في ضعف القدرة على فتح جبهة جديدة فعالة أو احتواء التصعيد من اليمن.

الوضع الحالي يضع إسرائيل أمام معادلة استراتيجية غير مسبوقة: خصم غير تقليدي، متمركز في جنوب شبه الجزيرة العربية (اليمن)، يهدد المجال الجوي والاقتصاد والاستقرار الداخلي الإسرائيلي، وفي وقت تبدو الولايات المتحدة منشغلة بإعادة ترتيب أوراقها في أكثر من مكان، تزداد عزلة إسرائيل، وتضعف قدرتها على فرض شروطها في معركة متعددة الجبهات، أي أن الردع الإسرائيلي يمر بأزمة حقيقية أمام صواريخ الحوثيين، التي لا تميز بين شمال فلسطين المحتلة وجنوبها، ولا بين أهداف عسكرية واقتصادية، ما يجعل البيئة الاستراتيجية في تل أبيب أكثر هشاشة من أي وقت مضى.



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا