وأكدت مصادر مطلعة لرويترز، "عقد أكثر من اجتماع مباشر في الأسابيع القليلة الماضية بين دمشق وتل أبيب، بهدف احتواء التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية".
وأجمعت تلك المصادر على أن من قاد المفاوضات من الجانب السوري، هو أحمد الدالاتي، الذي يشغل حالياً منصب قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، وهو تعيين قد يُبرز تمتعه بثقة كبيرة لدى القيادة السورية، بالنظر إلى التوترات الشائكة والمزمنة في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية.
وتُؤكد سلسلة التعيينات التي تقلدها الدالاتي ثقة القيادة السورية الجديدة التي عيّنته أيضاً محافظاً للقنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وهو ما قد يُثبت صحة التسريبات التي كشفتها رويترز، واضطر المسؤول الأمني الكبير لنفيها بنفسه.
من هو؟
الدالاتي المولود في أيلول 1985 في بلدة كفير الزيت، بوادي بردى، في ريف دمشق، حاصل على شهادة في الهندسة المعلوماتية من المعهد التقني للحاسوب.
وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي في ريف دمشق، ليدرس بعدها تخصص الحاسوب، ثم يستفيد من دراسته في تطوير تقنيات في المجال العسكري، بعد انخراطه في "الثورة" ضد النظام السابق.
ومع اندلاع الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد، شارك الدالاتي فيها وكان في سن السادسة والعشرين، فبعد أشهر من النشاط السلمي، التحق مقاتلاً فيما كان يُعرف بـ "جيش الإسلام"، قبل أن ينتقل في 2015 إلى الشمال مع انحسار البقعة الجغرافية للمعارضة، وينضم إلى "حركة أحرار الشام"، حيث شغل لاحقاً منصب نائب الأمين العام للحركة.
وبعد الإطاحة بنظام الأسد، برز اسم الدالاتي، الذي يُعرف أيضاً بلقب "أبو محمد الشامي"، كواحد من أبرز القادة العسكريين في "هيئة تحرير الشام" التي تصدّرت عملية "ردع العدوان" التي انتهت في 8 ديسمبر 2024 بالسيطرة على العاصمة دمشق.
ومن خلال المناصب العديدة التي شغلها في وقت قصير، برزت القيمة الكبيرة له، حيث عيّن نائباً لمحافظ ريف دمشق ومحافظا للقنيطرة في آذار الماضي، كما عين لاحقاً أيضاً قائداً للأمن الداخلي في محافظة السويداء تزامناً مع تصاعد التوترات الاجتماعية في الجنوب السوري.