قائد أنصار الله، عبدالملك الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، مهدي المشاط، أكدا أن الغارات الإسرائيلية على مطار صنعاء الدولي لن تغير شيئاً من موقفهم المساند لأبناء غزة، وتوعد المشاط بمفاجآت وصفها بالمؤلمة، محذراً الإسرائيليين من أن ملاجئهم لم تعد آمنة بعد اليوم، وذلك خلال زيارة تفقدية للمطار أعقبت القصف الإسرائيلي.
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أعلن أن سلاح الجو نفذ عملية واسعة استهدفت مطار صنعاء الدولي ومنشآت عسكرية مرتبطة بالحوثيين- حد زعمه- وشاركت أكثر من عشر طائرات حربية في الغارات، وتركّز القصف على مدرج المطار وطائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية، زعم الجيش الإسرائيلي إنها كانت تُستخدم في مهام عسكرية.
وصف كاتس الضربات بأنها جزء من سياسة "الردع الاستباقي" ضد ما أسماه "محور العدوان المتعدد"، في إشارة إلى الهجمات المنسقة من عدة جبهات.
لكن، رغم الغارات تواصل قوات صنعاء إطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه العمق الإسرائيلي، ففي الأسابيع الأخيرة، استهدفت صواريخ صنعاء مواقع استراتيجية داخل إسرائيل، من بينها تل أبيب ومنشآت عسكرية في الجنوب، في إطار إسنادها للفلسطينيين في قطاع غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية على يد الجيش الإسرائيلي.
حكومة صنعاء أكدت على لسان عدد من مسؤوليها أن هذه الهجمات لن تتوقف طالما استمر العدوان الإسرائيلي والحصار على قطاع غزة، وأن الضربات الجوية على اليمن لن تردعهم بل تزيدهم إصراراً على توسيع رقعة الاستهداف.
في السياق نفسه، تشير تحليلات إسرائيلية إلى قلق متزايد من تعقيد المشهد العسكري؛ فقد بات اليمن يمثل تحدياً نوعياً متزايداً، خصوصاً مع اتساع مدى الصواريخ التي تستخدمها قوات صنعاء، والتطور التقني في قدراتها الجوية.
وكان موقع "واللا" العبري نقل في وقت سابق عن مصادر أمنية أن "الضربات الجوية على صنعاء لم تنجح في وقف الهجمات"، وأن "فتح جبهة مع اليمن يخلق استنزافاً خطيراً"، في وقت تواجه إسرائيل ضغطاً عسكرياً واقتصادياً داخلياً متزايداً.
كما ذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل" أن الاستمرار في إطلاق الصواريخ من اليمن "يعزز من صورة الحوثيين كلاعب إقليمي في محور المقاومة، ويضع الحكومة الإسرائيلية أمام مأزق عسكري واستراتيجي".
وبحسب تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية وغربية، مثل قناة i24NEWS وموقع Axios الأمريكي، فإن هناك مخاوف جدية داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية من احتمال تركيز الحوثيين على ضرب مواقع حيوية ذات طابع أمني أو اقتصادي، لا تقتصر على إسرائيل فقط، بل قد تشمل مصالح أجنبية مرتبطة بالحلفاء الدوليين لتل أبيب، مثل سفارات أو منشآت لشركات غربية في المنطقة.
وتشير التقارير إلى أن بعض التقديرات الاستخباراتية في إسرائيل تخشى من "هجمات نوعية غير تقليدية" قد تشمل استخدام طائرات مسيّرة أو صواريخ بحرية لضرب: موانئ، مطارات، أو حتى قواعد أجنبية ضمن مدى الحوثيين في البحر الأحمر أو الخليج.
من جانبهم، يرى محللون عسكريون أن استخدام قوات صنعاء صواريخ باليستية متقدمة وطائرات مسيّرة عالية الدقة يُعد تحولاً في طبيعة الاشتباك، ويؤكد أن هذه القوات باتت تمتلك منظومة ردع إقليمية، رغم ما تعرضت له من حصار وضربات مكثفة خلال السنوات الماضية .