آخر الأخبار

الوحش في العلن .. "إسرائيل " تتحسر على فوات أوان مواجهة التهديد الحوثي

شارك

الصحيفة نقلت عن مصادر عسكرية وتقارير إسرائيلية، أن الإخفاق في التعامل مع الحوثيين يعود إلى اعتبارات استخباراتية وأولويات أمنية ركزت لعقود على إيران، حزب الله، وحماس. وبينما ظهرت إشارات متفرقة لتحذيرات حول قدرات الحوثيين– خصوصاً بعد ضربات طالت منشآت سعودية وإماراتية– إلا أن هذه التهديدات لم تُدرج ضمن الأولويات الفورية للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

وتابع تقرير الصحيفة أنه حتى الصاروخ الحوثي بعيد المدى الذي كُشف عنه قبل أسابيع فقط من هجمات 7 أكتوبر، مرّ بدون استنفار حقيقي، مشيراً إلى أن إسرائيل كانت آنذاك منشغلة بتطورات غزة، وتقديراتها بأن الحوثيين يفتقرون إلى القدرة أو الإرادة لتوجيه السلاح شمالاً.

في هذا السياق، حذر مسؤولون إسرائيليون سابقون، من أن الهدنة التي أوقفت الحرب بين صنعاء والرياض لم تكن إيذاناً بنهاية الصراع، بل بتحوله باتجاه تل أبيب، حسب الصحيفة.

وأضافت أنه ومنذ أواخر أكتوبر 2023، بدأ الحوثيون بقصف أهداف إسرائيلية مباشرة، بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية وصواريخ كروز، بعضها اخترق الدفاعات الجوية ووصل إلى مطار بن غوريون، وألحق أضراراً واسعة بميناء إيلات، ما تسبب في شلل اقتصادي وإرباك استراتيجي.

وعلى الرغم من أن نظامي "حيتس" الإسرائيلي و"ثاد" الأمريكي حققا معدلات اعتراض مرتفعة، إلا أن عدّة صواريخ نجحت في اختراق المنظومة، محدثة دماراً لوجستياً واقتصادياً.

وبحسب مصادر إسرائيلية، تم اعتراض الكثير من الصواريخ والمسيرات اليمنية، لكن ما تبقى كان كافياً لإحداث تأثير نفسي ومعنوي كبير.

وذكرت الصحيفة أن إسرائيل لم تُقدم على ردّ عسكري مباشر حتى الأشهر الأخيرة، تاركة المهمة للتحالف الأمريكي، إلا أن الضربات الجوية المتفرقة، سواء الأمريكية أو الإسرائيلية، لم تحقق أهدافها. ففي أكثر من مناسبة، أعاد الحوثيون تشغيل مطارات وموانئ استُهدفت خلال أيام.

وأكدت أن التحليل الإسرائيلي اليوم بات أقرب إلى القناعة بأن الغارات الجوية لا تُفلح في ردع الحوثيين، وأن العقوبات الاقتصادية غير فعّالة بسبب طبيعة الجماعة وتكيّفها مع العزلة والضغط.

ورغم الصورة النمطية التي ترى في الحوثيين جماعة مسلحة بدائية، إلا أن أداءهم خلال الحرب– وتحديداً في ما يخص الصواريخ والطائرات المسيرة– كشف عن قدرات قتالية متطورة، وتخطيط بعيد المدى، واستعداد لتحمل الضغط العسكري والسياسي، في إطار مشروع إقليمي يتجاوز اليمن، وفق تقرير الصحيفة العبرية.

ولفتت صحيفة إسرائيل هيوم، إلى أن الإجماع في الأوساط الأمنية الإسرائيلية الآن هو أن التهديد الحوثي لا يمكن القضاء عليه بالغارات الجوية، ولا يبدو أن تل أبيب مستعدة ولا قادرة على فتح جبهة برية في اليمن، وأن الخيار الواقعي على الأرجح مزيج من الردع المحدود، والتحصينات الدفاعية، والتنسيق مع حلفاء إقليميين ودوليين، مع الاعتراف بأن صواريخ الحوثيين ستبقى خطراً قائماً، وأن الصراع مع الحوثيين خرج من الظل إلى العلن.



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا